- يُعتبر تحقيق الأمن الدوائي وزيادة حصة قطاع الصناعات الدوائية من الناتج المحلي، ورفع نسبة الصادرات وتوطين صناعة الدواء في المملكة العربية السعودية، ونقل التقنية، وجميع ما سبق هو من الأهداف الإستراتيجية التي تنسجم مع رؤية المملكة، وبحسب الإحصاءات فإن قطاع الصناعات الدوائية في السعودية يعتبر سوقًا واعدًا؛ حيث سيوفر هذا القطاع 50 ألف وظيفة في العديد من مجالات صناعة الدواء مثل البحث والتطوير والتصنيع والتسويق والمبيعات، كما لا تزال المستحضرات الصيدلانية والأدوية المصنّعة في الخارج تمثل الغالبية العظمى من حجم السوق، بينما تشكّل الأدوية المصنّعة محلياً 20٪ فقط من الأدوية المستهلكة في كافة أنحاء البلاد.
- الصناعة على مستوى العالم هي إما صناعات عامودية، بحيث تهتم الحكومات بصناعات محددة بناءً على مواردها الطبيعية أو الصناعات الأفقية، بحيث تدعم الحكومة جميع الصناعات الأساسية والتحويلية، مثلما حدث فى الصين والهند.
وتتميّز الإستراتيجية الوطنية السعودية باهتماهها بالصناعة العمودية والأفقية من خلال ١٢ قطاعا جديدا و800 فرصة استثمارية، هذه الإستراتيجية تهدف إلى تحقيق الأمن الدوائي والدخول في هذا المجال بصناعات متطورة وحديثة تقوم على الذكاء الاصطناعي والابتكار، وذلك من خلال توفير الدعم اللوجستي واستغلال الموقع الإستراتيجي، والبنية التحتية، وتسهيل إجراءات التمويل لصغار المستثمرين ورواد الأعمال، فمجال الصناعات الدوائية كبير للأفكار الواعدة ولرواد الأعمال، ويستحق الاستكشاف والدراسة.
كما أن صناعة الدواء والمستلزمات الطبية من الصناعات الإستراتيجية ذات الأهمية البالغة، ودليل ذلك سرعة نموها؛ حيث أصبحت صناعة الدواء والمستلزمات الطبية تصنّف ضمن الصناعات الخمس الأولى في العالم، وما حدث خلال جائحة كورونا من مستجدات جعل الدول تُعيد النظر في تعاملها مع الصناعات الدوائية.
- وقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية ذلك، واستدركت ضرورة الاستثمار في هذه الصناعة لتحقيق الأمن الدوائي والصحي للمملكة، كما تم تدعيم قطاع الصحة بمؤسسات لتسيير ومراقبة وأمن المنتجات الدوائية والمستلزمات الطبية، وعندما نعود إلى الإستراتيجية الوطنية للصناعة نجد فيها تركيزًا واضحًا ومستهدفات كبرى لقطاع الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، ولدينا فرص كبرى في نقل وتوطين التقنية الطبية، وكذلك في دعم تكامل سلاسل الإمداد للمصانع الكبرى، سواء بالمشاركة في مدخلات الإنتاج، ومرورًا بالعمليات التصنيعية وانتهاءً بالعمليات اللوجستية.