ارتفعت أسعار النفط مؤخراً إلى أعلى مستوياتها فيما يزيد على سبعة أشهر من العام الجاري 2023، وذلك وفق توقعات حدوث نقص بالإمدادات، وفق ما ذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، مضيفة أنه من المتوقع أن تمدد السعودية خفضاً طوعياً لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً إلى أكتوبر، ما يطيل أمد قيود الإمدادات التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في التكتل المعروف باسم (أوبك+) لدعم الأسعار.
وصعد سعر خام برنت 1.66 دولار أو 1.9% إلى 88.49 دولار للبرميل عند التسوية. وكان قد ارتفع خلال جلسة الجمعة الماضي إلى 88.75 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 27 يناير. فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.39 دولار أو نحو 1.7% إلى 85.02 دولار للبرميل. وارتفع في وقت سابق إلى 85.81 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 16 نوفمبر. كما زاد سعر خام برنت بنحو 4.8% مسجلاً أكبر زيادة أسبوعية منذ أواخر يوليو.
تراجع تدفقات النفط الخام
وأظهرت البيانات التي جمعتها بلومبرج أن التدفقات المرصودة من المملكة تراجعت إلى حوالي 5.6 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2021. ويقارن ذلك مع 6.3 مليون برميل يوميا في يوليو. وانخفضت الشحنات إلى معظم الوجهات الرئيسية، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات. وتقوم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، بتقييد الإمدادات من أجل دعم السوق، خاصة وسط مؤشرات على ضعف الطلب في الصين المستهلك الرئيسي للنفط.
أسعار النفط تستقر بعد تحرك الصين لدعم الاقتصاد والتركيز على العاصفة إداليا
وتوقعت مجموعة من المحللين استمرار قيادة السعودية لخفض إنتاج أوبك وحلفائها في محاولة لإنعاش الأسعار والأسواق. وقالت ريبيكا بابين، كبيرة محللي الطاقة في شركة " سي آي بي سي برايفت ويلث" CIBC Private Wealth: "يعد مستوى 85 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط، مستوى نفسيًا ضخمًا. ولتحقيق مستوى الاختراق والصمود، سنحتاج إلى تأكيد تمديد التخفيضات السعودية الروسية والثقة في أن التحفيز الصيني قد بدأ في الترسخ مع تحسن المعنويات، وأعتقد أننا سنتجاوز مستوى 85 دولارًا".
دفعة جديدة لأسعار النفط
على الجانب الآخر، أعطت بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية دفعة أخرى للأسعار، حيث جاء معدل البطالة أعلى من المتوقع وتباطؤ نمو الأجور، مما زاد من الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة. وتشير الفترات الزمنية على المدى القريب وعلى المدى البعيد إلى علامات أيضًا في هذا السياق. وارتفع الفارق الفوري للخام الأمريكي إلى أقوى مستوى منذ نوفمبر مع استمرار انخفاض المخزونات في مركز التخزين الرئيسي في كاشينج بولاية أوكلاهوما.
التنسيق بين المملكة وأوبك بلس
وترتفع أيضاً الرهانات على وصول سعر النفط عند 100 دولار مع شح الإمدادات على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة. وتشير التوقعات إلى أن أسعار النفط قد ترتفع بوتيرة أسرع. ويقدر بنك باركليز، على سبيل المثال، أن سعر النفط الخام قد يصل إلى 97 دولارًا للبرميل في مطلع 2024. فيما يتوقع بنك جولدمان ساكس أن يصل سعر النفط إلى 93 دولارًا للبرميل خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
طرح جديد في «أرامكو»
يأتي ذلك، بعدما ذكرت منصة إينرجي بورتال، وفق ما أفادت به تقارير، أن المملكة العربية السعودية تدرس طرحًا رائدًا لأسهم إضافية في شركة أرامكو السعودية، من المحتمل أن يصل إلى 50 مليار دولار. وفي حال تمت الصفقة، فسيكون ذلك أكبر طرح في تاريخ أسواق رأس المال.
وسيتم الإدراج في البورصة المحلية بالرياض لتجنب أي تعقيدات قانونية تتعلق بالإدراجات الدولية.
وتعد "أرامكو" حاليًا شركة النفط الأكثر قيمة في العالم، حيث تبلغ قيمتها السوقية حوالي 1.7 تريليون دولار. وتخطط البلاد لاستخدام عائدات طرح الأسهم لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
