أكد مختصون لـ"اليوم" بأن المنظمةٍ العالميةٍ للمياه، التي أعلن عن تأسيسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، ومقرها الرياض، تسعى إلى تحقيق أهداف أمن واستدامة قطاع المياه، وذلك من خلال وضع الحلول التي تساهم في تحسين حوكمة وإدارة وتطوير قطاع المياه على جميع المستويات.
وقال رئيس قسم موارد المياه بكلية العلوم البيئية في جامعة الملك عبدالعزيز د. ناصر سليمان العمري: "يعتبر قطاع المياه مهم، وله أولوية قصوى في المملكة، حيث ترتكز هذه الأهمية على تنمية هذا القطاع الحيوي جدًا والحفاظ عليه، وذلك على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ويعتبر ذلك امتدادًا لرؤية المملكة 2030، والتي تشمل في مضمونها تحديات قطاع المياه وحماية مصادرها، وزيادة منتجاتها بما يتناسب مع حجم الطلب على المياه، وتحقيق الأمن المائي".
وأضاف: "التحدي الرئيس والعالمي في استدامة قطاع المياه يتمثل في تزايد ندرة المياه وتحمل الدول تكاليف مالية واقتصادية وبيئية عالية، لمواجهة الاحتياجات المتزايدة على المياه وتحقيق مستوى عالٍ من الاستدامة المائية، وإنشاء نظام مستدام لقطاع المياه في كل دولة من دول العالم، وذلك من خلال تأمين إمدادات المياه على المدى الطويل، مع تلبية معايير للاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والمالية والبيئية، ومبادرة سيدي ولي العهد تسعى إلى تحقيق أهداف أمن واستدامة قطاع المياه، وذلك من خلال وضع الحلول التي تساهم في تحسين حوكمة وإدارة وتطوير قطاع المياه على جميع المستويات".
وقال رئيس قسم الزراعة بكلية العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز، ا.د. خالد بن علي عسيري:" يعتبر الأمن المائي من أكثر التحديات التي تواجه المنطقة العربية، التي تعاني من ندرة في الموارد المائية بسبب موقعها الجغرافي، وقد زادت ندرة المياه حدة، نتيجة عوامل عديدة منها: التغيرات المناخية وفترات الجفاف الطويلة التي تضرب عددًا من دول المنطقة، فضلًا عن الصراعات والأوبئة وزيادة عدد السكان ونمو الاقتصادات في المنطقة، مما ساهم في تناقص نصيب الفرد من المياه المتاحة بنحو ثلاثة أرباع".
مشروع مهم لإيجاد حلول لندرة المياه
وأكمل: "نظرًا لذلك، فإن إعلان سمو سيدي ولي العهد عن تأسيس المملكة لمنظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض، تهدف لتطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها، سوف يساهم بشكل كبير في إيجاد الحلول العلمية لندرة المياه، من خلال إجراء البحوث والابتكار وتبادل الخبرات في استخدام الموارد المائية غير التقليدية من مياه محلاة واستخدام المياه العادمة ومياه الصرف الصحي والزراعي، والاستخدام الآمن للمياه الجوفية والمياه شبه المالحة وحصاد مياه الأمطار وغيرها من الحلول، والتي سوف تنعكس إيجابًا على نواحي الحياة الأخرى مثل: الأمن الغذائي والزراعة والصناعة وغيرها من الجوانب التي تحقق التنمية المستدامة".
دور المملكة في التصدي لتحديات المياه العالمية
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –، أعلن عن تأسيس منظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض، تهدف إلى تطوير جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها.
تأتي المبادرة تأكيدًا لدور المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم، والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقًا مما قدمته على مدار عقود من تجربةٍ عالميةٍ رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه، وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.
المنظمة وتحديات الدول
ستعمل المنظمة على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحدياتٍ في موضوع المياه، وتولي المشاريع المتعلقة بها أولوية في أجندتها الوطنية، بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه، نظرًا لتوقعات تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050، نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى 9.8 مليارات نسمة وفق التقديرات.
وتتطلع المملكة بالتعاون مع الدول الأعضاء إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى ضمان وفرة المياه وتحقيق الأثر الشامل من خلال تضافر الجهود لتمهيد الطريق لمستقبل مائي آمن ومستدام للجميع.