- يأتي تحديد الترتيبات التنظيمية لمجلس الاستثمار في إطار التنظيم الكلي لعملية الاستثمار وبيئة الأعمال في المملكة التي تحقق معدلات نمو متميزة في مختلف القطاعات والمجالات الاقتصادية، وكلما تم التنظيم الاستثماري وفقًا لأفضل وأحدث الممارسات العالمية فإن ذلك يجعلنا أكثر اقترابًا من تحقيق الأهداف الإستراتيجية فيما يتعلق بنمو الاقتصاد الوطني وتنويعه وتحقيق التوازن بين القطاعين النفطي وغير النفطي، وتصاعد الناتج المحلي الإجمالي، واستيعاب قطاعات جديدة في المنظومة الاقتصادية.
- تلك الترتيبات تفتح الباب واسعًا لانسجام وتكامل القطاعَين العام والخاص، وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية التي تمضي في مسار قوي ومتين بمثل هذه التنظيمات والترتيبات والأجهزة المتخصصة التي تعزز جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية على السواء، وتُسهم في توطين المعرفة وتحقيق المتطلبات الاقتصادية التي تواكب طموحاتنا في جانب الاقتصاد المتنوّع والمعرفي والرقمي وتأهيل الموارد البشرية الوطنية.
- وفي الواقع يؤدي مجلس الاستثمار دورًا كبيرًا ومهمًّا في الربط بين القطاعَين العام والخاص، حيث يتولى مهام دراسة مقترحات القطاع الخاص، واقتراح التوصيات بشأنها، والرفع بها إلى وزارة الاستثمار أو اللجان ذات العلاقة وفقًا لما يحدّده رئيس المجلس، إضافة إلى حصر وتحديد المعوّقات والتحديات التي تواجه القطاع الخاص في الاستثمار داخل المملكة، واقتراح المعالجات اللازمة، والرفع بها إلى وزارة الاستثمار أو اللجان ذات العلاقة وفقًا لما يحدّده الرئيس.
- وتلك مهام معنية بتذليل الصعوبات الاستثمارية؛ إذ يعمل المجلس على تمهيد الطريق الاستثماري من خلال قراءة مؤشرات النمو والتطور، وتعزيز الجهود في هذا الجانب؛ ما يعني طبيعة استشارية داعمة لأعمال الوزارة والجهات ذات الصلة لضمان التكامل، وأن تصب الجهود مجتمعة في خدمة الاقتصاد الوطني؛ لأننا بحاجة إلى محصّلة استثمارية تواكب رؤيتنا الوطنية وتضع اقتصادنا في مقدمة اقتصادات مجموعة العشرين.
- الخريطة الاستثمارية في المملكة تحتشد بعديد من المشاريع والفرص الواعدة التي يمكن أن تصنع الفارق على المدى البعيد، وهي فرص تدعم النمو بشكلٍ غير مسبوق، ولأن التخطيط الجيد يصنع النجاح، فمن المهم أن يتم تنفيذ مرئيات مجلس الاستثمار بناءً على قراءات الواقع الاستثماري وآفاقه المستقبلية؛ حيث تتوافر لدينا إمكانات كبيرة في القطاعَين النفطي وغير النفطي، ويمكن للقطاع الخاص أن يؤدي دورًا محوريًّا في تطوير استثماراته وتوظيف تجارب الآخرين بما يحقق معدلات نمو تواكب تطلعاتنا، وتُسهم في جذب وتوليد واكتشاف واغتنام فرص غير محدودة في المملكة.