أكد مختصون لـ"اليوم" أن متحور كورونا الجديد "بيرولا" سريع الانتشار، وظهر مؤخرًا في عدد من دول العالم، مشيرين إلى أنه يحوي طفرات بأعداد كبيرة تزيد عن 30 طفرة، ما يجعل البعض يعتقد أنه متحور أساسي آخر.
30 طفرة في بيرولا
قال استشاري الباطنة والأمراض المعدية، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، د. علي الشهري: ظهر المتحور في الدنمارك ثم توالى اكتشاف الحالات في عدة دول، ما يؤيد وجوده بشكل واسع ويدل على سرعة انتشاره.
وأضاف: "يعد العلماء بيرولا أحد متحورات أوميكرون إلا أنه يختلف عن نظيراته السابقة بكونه يحوي طفرات بأعداد كبيرة تزيد عن 30، ولا يزال كغيره يملك خاصية سرعة الانتشار المشتركة، لكن لم يثبت حتى اللحظة زيادة في خطورة الحالات أو الأعداد بسبب الإصابة بالمتحور، كما تذكر التقارير الدولية؛ والذي يثير الاهتمام الآن احتمالية تأثير الكم الهائل من الطفرات على قدرته على المراوغة وتجاوز المناعة سواء من اللقاح أو الإصابة السابقة".
وأوضح "الشهري"، أن بعض التقارير ذكرت أن فاعلية اللقاح المطور الذي تنوي بعض الشركات طرحه الشهر الجاري أو المقبل ستكون جيدة مع المتحور، لكن الحاجة للحصول عليها ستخضع لتقييم المخاطر في كل بلد.
رغم إنهاء الطوارئ العالمية.. مسؤول صيني يؤكد: كوفيد لا يزال يمثل خطرا https://t.co/xGgJz64X40 pic.twitter.com/3hs6zzeVnq— صحيفة اليوم (@alyaum) May 6, 2023
عدد الحالات "غير مقلق"
وقال استشاري الأمراض المعدية د. عليان آل عليان: "متحور بيرولا كوفيد، ظهر مؤخرا في بريطانيا والولايات المتحدة وبشكل سريع للغاية، ونعلم أنه حتى الآن يوجد أكثر من 1600 متحور لفيروس كوفيد 19، لكن الزيادة الحاصلة بالإصابات ليست نابعة من هذا المتحور فقط".
وأكمل: "لازلنا لا نعلم إلى الآن هل سيكون انتشار المتحور سريع وفارق كما حصل مع أوميكرون أم سيكون كبقية المتحورات التي ظهرت واختفت بشكل مفاجئ؟ أم أنه سيسبب أمراضًا وأعراضًا مختلفة عن باقي المتحورات الأخرى؟".
وأضاف عليان: "حتى الآن الحالات المكتشفة من المتحورات لا تزال بعدد العشرات من الحالات والتي لم تشهد أعراضًا شديدًة، والأكيد أن الشخص المحصن باللقاحات الوقائية ستكون الأعراض أقل شدة وخطورة، وحتى الآن لا توجد أي معلومات علمية دقيقة عن خاصية المتحور، لكن باعتقادي لن يكون أكثر خطورة من المتحورات الأخرى السابقة، خصوصًا في ظل وجود اللقاحات الفعالة، لذلك أطالب الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل صحية التأكد من تلقي اللقاحات اللازمة".
ظهور المتحورات "طبيعي"
قالت استشارية الأمراض المعدية، د. حوراء البيات: "في عالم الفيروسات كلما زاد انتشار أي مرض فيروسي تزداد احتمالية التحورات وهذا أمر غير مستغرب في الوقت الراهن وستظل دائرة التحورات موجودة في كل فترة نشهد فيها ارتفاع الحالات".
وأضافت: "حين ينتقل الفيروس من شخص لآخر ويكون غير محصن يصبح الفيروس أكثر عرضة للتحور وينتقل لآخر مرة أخرى، ما نشهده في موسم الإنفلونزا الموسمية، حيث نجد كل عام سمة سائدة من ناحية الانتشار وشدة الأعراض وهذا يرجع لوجود تحورات في الفيروس".
وأشارت "البيات" إلى أن وجود التحورات أمر غير مقلق ومع وجود التحصين أصبحت الأعراض أخف وأقل حدة، واللقاحات حتى لو لم تكن تحتوي على المتحورات الجدد لكنها تفي بالغرض من ناحية وجود أجسام مضادة ضد الفيروس، ما يجعل حدة الإصابة أقل وبالخصوص للأشخاص ذوو المناعة المنخفضة وهذا أيضًا يطبق على الإنفلونزا الموسمية، وأصبحت اللقاحات ضرورة في الوقت الحالي سواء لقاح الإنفلونزا أو الكوفيد لمن لم يتلق جرعات كافية للتحصين ،بالذات ونحن الآن على مشارف فترة التقلبات الموسمية".