- يعيش الإنسان اليوم في عصر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث نعيش في مجتمع معلومات يعتمد على استثمار التقنيات الحديثة في إنتاجها واستخدامها، وتقديم الخدمات على نحو سريع وفعَّال، ويشكّل التدفق المعلوماتي أساسًا في التنوير والتطوير، ولا يستطيع أي شخص أن يُنكِر الشهرة الواسعة لوسائل التواصل، وكثرة التعامل معها بين الناس.
- ومن وسائل التواصل الاجتماعي «السناب شات»، والذي وصل إلى درجة الإدمان على برامجه وما يقدّمه من محتوى، وبنظرةٍ فاحصةٍ على السناب، نجد أنه يعمل على تقديم العديد من المحتويات، والتي في معظمها محتويات تافهة لا تقدّم سوى مفاهيم ويوميات عن المشاهير وأخبار عمّن طلَّق ومَن تزوّج؛ مما يجعل المجتمع يتأثر بالمضامين التي يحملها، والتي قد تكون في معظمها سلبية لا تهدف سوى لنشر أخبار ليس لها أي فائدة للمجتمع.
- وبتتبّع كثير من الدراسات النفسية، وما كتبه المتخصصون في هذا المجال نجدها تحمّل مثل تلك التطبيقات العبء الأكبر في ظاهرة الجفـاء الأسـري وفقر المـشاعر والاستغلال العاطفي، والانحطاط الأخلاقي في الردود والمناقشات بين المراهقين، وانتزاع سلطة توجيه الأسرة من الوالدين أو المشاركة والمزاحمة فـي توجيههم وتربيتهم، كما أنه سبب رئيسي في انخفاض التفاعل الأسري.
- لذا لا بد من عمل توعية الآباء والأمهات، ووضع شروط لأبنائهم متفق عليها، واستشارتهم، سواء الأطفال أو المراهقون؛ لتحدّ مـن العزلة والانهماك في جو هذه البرامج.
ولا نجد أن مثل هذا الموقع يهتم بقضايا المجتمع، خاصة الشباب، والذي يُعَدُّ اللبنة الأولى فيه كظاهرةٍ عالمية، وإبراز ما لديهم من إمكانيات ليسلّط السناب عليها الضوء، ويوضح ما لديهم من مكانةٍ مميّزةٍ في بناء المجتمع المعاصر، ومما لهم من تأثير في مكوّناته بمختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية، فبدلًا من فرض الحكايات التافهة ومتابعة الرديء من الأفعال والأقوال ومتابعة ما ينشره المشاهير من حكايات خاصة بهم، وفي أغلبها لا تفيد أي أحد بشيء سوى استهلاك، وتضييع الوقت، لا بد أن يكون لمنصة السناب دور أكبر من ذلك، وتوجّه يعمل على بث التجديد والتعبير عن كل ما يرفع لواء التحديث في السلوك والعمل وبث القِيم الإيجابية التي يتبناها الشباب في مواجهةٍ مع ما هو سائدمن قيمٍ تقليدية.
- إن تتبّع ما يقوم به السناب شات، وما يُنشر فيه خـصوصًا من أصحاب الفكر السطحي يجعلك، ودون أن تدري، ومع مرور الوقت تتأثر، بل وتنتظر وبشغف يجعلك تُدمن الكثير من المحتويات التي في غالبها قد تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على قيمك وأفكارك، كما إن توعية مَن يستخدمون السناب شات، وتوعيتهم عن ضوابط النشر وغربلة ما يُنشر من أفكار تُعدّ إحدى الوسائل الفعَّالة لأدخال تغييرات إيجابية في أفكار الشباب.
- خلاصة القول: نستطيع أن نقول إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة السناب يحتاج إلى ضوابط، فقد يؤثر سلبيًّا في تماسك المجتمع؛ مما سبّب مشكلات مجتمعية وأخلاقيـة، ولا بد من إعادة البوصلة لتعمل منا لا لتعمل ضدنا، وتدور في فلك ما يُميّزنا، ويعمل على تطوير مجتمعنا بأفكارٍ إيجابية تؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في قيم وسلوكيات شبابنا.