- المياه، تلك الثروة التي يحيا بها ومعها كل مخلوق وكل بيئة ودونها لا تصمد حياة ولا تدوم نعمة، ولا تنتعش أرض ولا تزهر ربيعًا أو تنتج محاصيل أو تصلح للعيش، وفي مقابل هذه الأهمية للمياه فإن توافرها بالطبيعة التي تخدم دورة الحياة واستدامة المعيشة، يشكل تحديًا لا يستثني منه بقعة في الأرض، مهما كانت طبيعتها الجغرافية، وإن تفاوتت لظروف المناخ، ولكن الحياة الحديثة وتغيّر المناخ بات لهما الأثر البالغ على هذه النعمة، وما يرصد من وفرتها في مشارق الأرض ومغاربها.
- الحديث عن أهمية المياه له جوانبه المتنوعة والمتشعّبة والبالغة الأهمية والأثر.. ودعونا نُمعِن في إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله»، عن تأسيس المملكة منظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيًا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزًا لفرص وصول الجميع إليها.. سنجد أن الإعلان يأتي كمبادرة أخرى تقودها المملكة في سبيل الحفاظ على استقرار موارد العالم واستدامة منظومته بصورة متزنة تضمن نماء الأمم ورخاء الشعوب، كذلك لما تشكّله وفرة المياه من تحدٍّ مشترك تستدركه مستهدفات رؤية المملكة وفق طموح القيادة الحكيمة «يحفظها الله».
- تأسيس المملكة منظمة عالمية للمياه مقرّها الرياض هو مبادرة تؤكد أدوار المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقًا مما قدّمته على مدار عقود من تجربةٍ عالميةٍ رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية.
- تهدف المنظمة إلى تحقيق مستهدفات مع الدول التي تواجه تحدياتٍ في موضوع المياه، وتولي المشاريع المتعلقة بها أولوية في أجندتها الوطنية، بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه، نظرًا لتوقعات تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050م؛ نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى (9.8 مليار) نسمة وفق التقديرات.. وهو ما تتطلع له المملكة ضمن مساعيها الدؤوبة في تحقيق التنمية المستدامة الرامية إلى ضمان وفرة المياه وتحقيق الأثر الشامل والمأمول لخير البشرية.