- شهدت سماء المملكة والعالم، قبل أيامٍ من الآن، ظهور القمر العملاق أو ما يُعرَف بــ «القمر الحضيض»، وقد ظهر بشكل أكبر بكثير وأكثر إشراقًا من المعتاد رؤيته، والقمر العملاق هو وصف يُطلق على القمر، سواء في الاقتران أو البدر، عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض قريبة جدًّا على بُعد 90 في المائة من أقرب نقطة له إلى الأرض، وهو يُعتبر أول قمر عملاق في عام 2023م.
- وجديرٌ أن نتذكّر في هذا السياق الدور الكبير الذي يؤديه وجود القمر وأهميته للحياة على سطح الأرض من خلال إسهامه في استقرار مناخنا، واستقرار تذبذب كوكبنا، فمن دون القمر، ستكون التنبؤات الجوية مستحيلة عمليًّا، ولا ننسى دوره أيضًا في عملية المدّ والجزر التي تتطهر من خلالها البحار والمحيطات من الشوائب، وتصبح حركة الملاحة البحرية وتنقل السفن سهلة، وكذلك استدلال صيادي الأسماك على بداية أو نهاية عملهم اليومي عن طريق ظهور دلائل المد أو الجزر، ومن كُل هذا يتبيّن لنا أن دور القمر أكبر بكثير من كونهِ مجرد منارة تُضيء السماء في الليل، ومن دونه لن يتحقق التوازن في هذهِ الحياة، ولكنني على العكس من هذا العالم فإني أشهدُ ظهور القمر العملاق كُل يومٍ في بيتنا، إنهُ القمر الذي بدونه لن أتوازن، ولن يستقر حالي، إنهُ القمر الذي بِرؤيته تتطهّر روحي من أوجاعها، وتتراقص نبضات قلبي فرحًا في لُقياه، إنهُ قمري العملاق إنها أُمي.
- أمي قمري الذي يُنيرُ عتمة سمائي، قمري الذي يلطف مناخي، وما أعظم وجودها وأرق حضورها في كل تفاصيل حياتي، وما أجمل حرفها وحديثها ودُعاءها، يا مَن تتمنى لي الخير والتوفيق والنجاح دائمًا من القلب، أحمد الله على ضوئكِ الذي تمنحينهُ لي ولإخوتي كل يوم دون كللٍ أو ملل.
- لن يكفيني الحديث عنها مقالًا أو كتابًا أو مجلدًا، ولكن أسألُ الله لي ولمَن يقرأ أن يُطيل في أعمار أمهاتنا ويمتعهن بالصحة والعافية، ويرحم مَن توفّي منهن ويسكنهن فسيح جناته.
ومضة:
الحياة لا تأتي ساطعة بالنور، ولكنها تأتي مع قمرٍ عملاق يُضيء السماء قمرًا يُشبهُ أمي.
@al_muzahem