- تحلّقت المعلمات حول المعلمة استعدادًا لمتابعة الحديث، وبدأت بسؤال: ما الذي جعلكن حريصات على استكمال أحاديثنا؟
توحّد مضمون الإجابة الجماعية رغم اختلاف صيغها «لأننا نريد»، فابتسمت المعلمة وقالت: إذا اتضح بتطبيق عملي مضمون عندما تريد لن تحتاج لرقيب أو دعوة أو شيء من هذا القبيل.
- وبدأت المعلمة تشرح لزميلاتها كيف تُعَزز هذه النظرية عند الطالبات، وقالت: نبدأ ذلك باجتماع مع وليات الأمر بدعوتهن للفصل على أن تجلس كل أم على كرسي ابنتها ثم تُشرَح لهن خطوات غرس دافعية التعلّم مع توضيح إيجابياتها التي ستنعكس عليهن أولًا قبل بناتهن، وسيكون ذلك عن طريق ربط ولّيات الأمر دافعية التعلم بالهدف الديني؛ لأنه هدف لا تتغيّر قيمته، فهناك أجر المشقة وهناك درجة الأفضلية، ثم ربطه بالهدف المعرفي لأجل الارتقاء، وهو هدف تتفاوت فيه رغبات الأبناء، فالبعض يريد، والبعض يحرص، والبعض لا يهتم، ثم ربطه بهدف مستقبلي، وهنا تكمن مشكلة بعض الأولياء، فهم لم يشيروا لأبنائهم لرسم صورة لأنفسهم بعد أعوام، وهناك مَن ربط التعليم بالوظيفة فقط كنتيجةٍ ومآلٍ دون أن يوعي الأبناء بدور الوظيفة في تعزيز الثقة بالنفس وأهميتها في إيجاد عنصر الاكتفاء والتكامل والتطور التفاعلي، وخلال ذلك يجب أن تُنبّه الأم لضرورة الإشادة بدور المعلمة وحقوقها للأبناء.
- يبقى للمعلمة إضافة لذلك الربط بين القدرات والهوايات ودافعية التعلم؛ لتجعل ذلك هدفًا من الأهداف المحفّزة لإدارة إرادة الطالبة، كذلك على المعلمة أن ترسّخ فيهن قناعة مفهومها العلم، ليس لنيل الشهادة، فالشهادة إقرار بإتقان المهارات، إنما العلم سيجعل منك نسخة أفضل، سيجعلكِ قادرة، سيجعلكِ بعيدة كل البعد عن كلمة جاهلة، سيجعلكِ تتعرّفين على مواطن القوة لديكِ، وتستثمرينها، وثغرات الضعف لتعالجيها، سيجعلكِ محاورةً تحاورين بفهم، ولشرح ذلك سَتُسخّر برامج الإذاعة المدرسية، وستجدين في قنوات شرح الدروس مصبّات ليتدفق منها ذلك، سواء كانت معلمة مواد علمية أو أدبية أو اجتماعية، بل حتى من خلال دروس اللغة الإنجليزية؛ لتحصلي على طالبة تسعى للتعلم رغبةً به، وتجتهد بذاتها لذاتها، تذلل كل الصعوبات لنفسها، لا يُثنيها كسل أو إهمال.
- أنهت المعلمة حوارها، وبدأت المعلمات يتوجّهن لفصولهن، وفي فلك أفكارهن يحضر حديث زميلتهن، البعض بدأن بإعداد خطة للقاء وليات الأمور محددات مواضيعهن، والبعض دوَّن الفروق بين الطالبات في حصة زميلتهن، وحصصهن؛ حيث لا تأخر عن الحصة ولا شغب ولا ضعف دراسي، وجعلن ذلك حافزًا لإعادة النظر في طرق تدريسهن، وإضافة مفهوم الحافز على مفاهيم طالباتهن.
- انتهى العام، وقد قلَّت نسبة الرسوب بشكلٍ ملحوظ، وتدنّت نِسب الغياب، بل كادت تكون حالات، وأصبح الجو العام جوًّا تنافسيًّا مضماره «مفهوم الجودة»، وفي كل ذلك كان الرابح الطالبات اللاتي سيكُنّ في يوم من الأيام ممن ستقوم على سواعدهن الإنجازات، وسيكُنَّ قائدات متميزات، شعار موظفاتهن اللاتي يعملن تحت إداراتهن «أنا أريد»، وستتوارث الجودة في أحسن المستويات.
*إرادة:
كل بناء أُسِّس على فِكر منظّم وخطة تحفيزية، سيرتقي ليجاور السحاب.