تعد هواية اقتناء الصقور بالمملكة جزء من ثقافتها وإحدى الرياضات والهوايات التي تعتز بالهوية والتراث والتقاليد الثقافية التي يسعى ممارسوها لنقله عبر الأجيال القادمة، وحازت تلك الهواية مؤخراً على اهتمام أطفال المملكة بها.
والتقت "اليوم" بإحدى أصغر الصقارات بمنطقة مكة المكرمة والتي استطاعت بمهاراتها في التعامل مع الطيور الجارحة مجاراة الكثير من المهتمين والهاويين لتلك الرياضة لتبدأ مشوارها منذ نعومة أظفارها في ذلك الموروث العربي الأصيل وتستمر تلك الهواية عبر الأجيال.
صقارة منذ نعومة الأظافر
قالت الطفلة، تالين علي أحمد المهداوي، صاحبة الـ11 عامًا إن هواية والدها في اقتناء الصقور مكّنتها في دخولها بوقت مبكر من عمرها؛ حيث بدأت تلك العلاقة منذ أن كان عمرها 3 سنوات لتتعلم عن طريق والدها التعامل مع تلك الأنواع من الطيور الجارحة والتي تتطلب الكثير من المهارات.
وأوضحت أن أنواع الطيور الجارح كثيرة وأنواعها متعددة منها الحر والشاهين، مشيرة إلى أن تلك الطيور تهاجر من مناطق باردة إلى المناطق الدافئة خلال شهر أكتوبر مما يهيئ فرصة كبيرة لاصطيادها وتطويعها.
وكشفت من خلال حديثها معرفتها الدقيقة لأعمار الصقور وأسعارها والطرق الصحيحة للتنقل معها.
من جهته، أوضح الصقار من محافظة الليث، والد تالين، علي المهداوي أن مواسم الصقور تبدأ من شهر أكتوبر ونوفمبر على طول امتداد ساحل البحر الأحمر من تبوك وحتى جازان، والتي تكثر فيها هجرتها منها فيها الوكري والشاهين والبحري وتنتعش فيها أسواق الصقور في المملكة.
وأضاف أن هناك نوعين من الشاهين البحرية أولهما "المثلوث" الذي يبدأ أسعاره من 10 آلاف ريال، والنوع الآخر هو "التوام" والذي تبدأ أسعاره من 100 ألف ريال.
وأكمل "المهداوي" قائلا: "هناك أنواع أخرى مثل الحر والتي تنحدر منه القرناص والفرخ"، موضحاً أن أسعار الصقور لها معايير منها المقاس الوزن والأنواع، حيث أن المهاجر الأعلى سعراً مضيفاً أن أغلى طير لهذا العام كان من إحدى المزارع بجدة بقيمة 600 ألف ريال، مبيناً الإجراءات والخدمات المقدمة من نادي الصقور للهواة، مشيراً إلى أنه رزق بطفلتين لهما موهبة في التعامل مع الصقور واستجابتا بطريقة سريعة.