- المعرض الذي نظمه مركز المسؤولية الاجتماعية بغرفة الشرقية خلال الأسبوع الماضي واستمر لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان (صنعتي 2023) في قاعة المعارض الدولية وشاركت فيه 22 جمعية أهلية وإحدى عشرة جهة وجمعية رسمية وجهات عاملة في مجال القطاع غير الربحي، يجسد المسؤولية الاجتماعية تجاه هذا العمل والتي تشارك غرفة الشرقية من خلاله في ترسيخ ثقافتها ودعوة كافة الشركات والمؤسسات إلى الالتزام بها باعتبارها واجبا إنسانيا ووطنيا واجتماعيا تجاه هذا القطاع الذي يعمل على تحقيق التحول التنموي بالفئات المحتاجة إلى الاكتفاء بتوظيف قدرات أبناء وفئات هذه الأسر، سواء بإيجاد فرص العمل لهم أو تمويل المشاريع الصغيرة التي توفر لهم هذه الفرص وتؤمن لهم ولأسرهم في نفس الوقت مصدرا مستديما للدخل يساعدهم في توفير ضرورات الحياة اليومية وسبل العيش الكريم، أو يتشجع أبناء هذه الأسر وخاصة الفتيات على العمل والإنتاج في منازلهم بعد أن توفر لهم مستلزمات وظروف هذا العمل وهو ما يسمى «الأسر المنتجة» أو «الأسر الرائدة» كما تطلق عليها بعض الجهات الأهلية..
- وفي هذا المجال فقد وفر معرض (صنعتي 2023) نوافذ تسويقية لمنتجات هذه الأسر من الأعمال اليدوية والأزياء والعطور والبخور والحلويات والمشروبات تكمن أهميتها ليس فيما تم بيعه منها من خلال هذه النوافذ أثناء المعرض فقط، بل وفي التعريف بمنتجات هذه الأسر لدى المستهلك، وإقامة علاقة تبادلية بين المستهلك والأسر المنتجة يراد لها أن تستمر بعد نهاية المعرض وأن تكون دائمة - بإذن الله -، وبذلك يكون المعرض قد قدم لهذه الأسر تعزيزا مستمرا يضاعف من نتائجه الطيبة، ويؤدي الدور المطلوب في المساهمة في التحول التنموي المنشود، إضافة إلى أن المعرض قد أتاح للجمعيات الأهلية المشاركة فيه منصة إعلامية للتعريف بأهداف وأنشطة وبرامج ومشاريع هذه الجهات، مما يؤمل أن يكون له الأثر الكبير في إقدام المواطنين القادرين على دعم هذا العمل وتبني المبادرات التي ترعى أنشطته وبرامجه وتحقق الاستدامة المالية الضرورية لاستمراره في تحمّل واجباته التي تشكل رافدا وطنيا مهما في العمل مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة - أيدها الله - لصالح الفئات الأكثر احتياجا من المواطنين..
- ومما يؤكد أهمية هذا المعرض وأمثاله وما يعلق عليها من آمال وتطلعات في التنمية الاجتماعية للأسر المحتاجة الرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وتشريفه للمعرض بحضوره الكريم، وكذلك هذا العدد الكبير من الزوار الذي بلغ أكثر من خمسة وعشرين ألفا مما يشكل دافعا لتكرار أمثال هذا المعرض وصولا إلى زيادة أعداد الأسر المنتجة والتي تحقق بإنتاجها التحول بها من الحاجة إلى الاكتفاء وتوفير سبل العيش الكريم بسواعد أبنائها وبناتها - بإذن الله -.