كشف مختصون لـ "اليوم" أن 7 أنواع من الفيروسات على الأقل تتسبب السرطان لدى الشخص المصاب بها، ومن أشهرها فيروسات التهاب الكبد الوبائي (ب) و (ج)، وأيضا فيروس ابستين بار المسبب لسرطان الغدد اللمفاوية وفيروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم وغيرها.
وقالت المتخصصة في علم الفيروسات الجزيئية، د. منى شقدار: "تشير التقديرات أن الإصابة بالفيروس هي السبب الرئيسي لحوالي 10: 15% من حالات السرطان في جميع أنحاء العالم، وهناك سبع انواع من الفيروسات على الأقل هي: (فيروسات الورم الحليمي البشري، وفيروس ابستاين بار، فيروس التهاب الكبد Bو C، وفيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الهربس البشري، والفيروس اللمفاوي التائي البشري، وفيروس خلية ميركل الورمي المتعدد، وفيروسات لها روابط غير مؤكدة أو غير مثبتة بالسرطان لدى البشر).
عدوى ذات منشأ الفيروسي
وأضافت "يمكن أن تزيد العدوى ذات المنشأ الفيروسي من خطر الإصابة بالسرطان بطرق مختلفة إلا أن معظم الأشخاص المصابين بهذه العدوى قد لا يصابون بالسرطان أبدًا".
وتابعت شقدار "قد تؤثر بعض الفيروسات بشكل مباشر على الجينات الموجودة داخل الخلايا والتي تتحكم في نموها ويمكن لهذه الفيروسات إدخال جيناتها الخاصة في الخلية مما يؤدي إلى نموها، ويمكن لبعض أنواع العدوى أن تسبب التهابًا طويل الأمد في جزء من الجسم مما يؤدي إلى تغيرات في الخلايا المصابة والخلايا المناعية القريبة ما يسبب في النهاية السرطان".
وأوضحت أن بعض أنواع العدوى يمكن أن تثبط جهاز المناعة لدى الشخص، وهو أمر طبيعي يساعد على حماية الجسم من بعض أنواع السرطان.
عوامل أخرى
وقالت شقدار إن هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر إصابة الشخص بأنواع معينة من السرطان، و بالرغم من أن العديد من تلك الفيروسات المسببة للسرطان يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، لكن السرطان نفسه لا ينتقل بالعدوى.
وأشارت إلى أخذ اللقاحات المناسبة كلقاح فيروس الورم الحليمي البشري للتقليل خطر الإصابة بالسرطان المرتبط به، وكذلك لقاح التهاب الكبد B لتقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد، مع أهمية إجراء الفحص الدوري والذي يعد أفضل الطرق لاكتشاف السرطان مبكرًا، ويتوفر ذلك الفحص لبعض الفيروسات المرتبطة بالسرطان، مثل فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وC.
وحذرت من العلاقات غير الشرعية واتباع سبل الوقاية لمنع انتقال الفيروسات التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل فيروس الورم الحليمي البشري، وفيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد B وC، والابتعاد عن استخدام المخدرات أو مشاركة المحاقن أو الإبر أو غيرها من المعدات المصابة أو الأغراض الشخصية التي قد تكون ملوثة بالدم أو السوائل البشرية الأخرى".
أفضل طرق الوقاية
وقال الأستاذ المساعد وعالم الأبحاث الإكلينيكي في الفيروسات الطبية، د. نبيل الزهراني: "الفيروسات المسرطنة هي فيروسات من الممكن أن تسبب سرطانًا لدى الشخص المصاب بها، وهناك العديد من الفيروسات المسرطنة أشهرها فيروسات التهاب الكبد الوبائي (ب) و (ج)، وأيضا فيروس ابستين بار المسبب لسرطان الغدد اللمفاوية وفيروس الورم الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم وغيرها".
وأضاف "الوقاية من هذه الفيروسات تختلف باختلاف الفيروس فتكون إما بأخذ اللقاح المضاد إن وجد، أو بعلاجها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات حال اكتشاف الإصابة بها إن وجد لها علاج".
وأشار إلى أن أفضل طرق الوقاية بلا شك هي أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم الإصابة بهذه الفيروسات. والوقاية من الإصابة بهذه الفيروسات تكون بشكل أساسي من خلال تجنّب التعرض للعلاقات الجنسية بلا ضوابط، وتجنب الاختلاط بدم وإفرازات الآخرين عبر أدوات الاستعمال الشخصي كأدوات الحلاقة أو الإبر.
وأوضح أن الإصابة بأحد هذه الفيروسات لا تعني حتمية الإصابة بالسرطان لكنها عامل من العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالسرطان.