كشف رئيس جمعية الصيادين بصفوى، جاسم آل إسعيد، عن تعاون الجمعية مع فرع وزارة الزراعة بالشرقية، ممثلًا في الثروة السمكية، للعمل على دراسة وتقليل ظاهرة الصيد الجائر في مياه الخليج العربي.
وأوضح "آل إسعيد" خلال حديثه لـ"اليوم" أن الصيد الجائر يعد واحدًا من أسباب انقراض بعض أنواع الأسماك في المنطقة، إذ يوجد في مياه الخليج العربي أكثر من 500 نوع من الأسماك.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في الصيد بواسطة الشباك الجر ثلاثية الوجوه، التي تتسبب في تدمير الأسماك الصغيرة وتخريب البيئة المرجانية، التي تعد موطنًا لتكاثر الأسماك مثل الهامور، لافتا إلى أن الصيد الجائر يتسبب بنسبة 50% تقريبًا في اختفاء بعض أنواع الأسماك في مياه الخليج العربي.
قوانين رادعة
أكد آل إسعيد أن وزارة الزراعة اتخذت قوانين تمنع صيد بعض أنواع الأسماك والروبيان خلال فترات محددة، مثل منع صيد الكنعد خلال فترة الحضانة لمدة شهرين، مشيدا بجهود الوزارة في الحفاظ على تنوع الأسماك وتكاثرها، مؤكدًا أن الجهود تعود بالنفع على البيئة البحرية والصيادين.
كما أشار إلى العديد من الأسماك التي نتخوف عليها من التناقص أو الانقراض مثل الهامور، الحيسون، الخوفع، البرطام، البطان، لافتًا إلى أن القوانين التي سنتها الوزارة أسهمت في الحفاظ على أنواع عديدة من الأسماك، ونحن كجمعية للصيادين نشكر ما تقوم به الوزارة.
أسباب انقراض الأسماك
أوضح المدير العام للاستثمار وإدارة المشاريع بجمعية الصيادين بصفوى، فادي آل سيف، لـ"اليوم"، أن انقراض بعض أنواع الأسماك في المياه الخليجية يعود إلى عوامل متعددة، بما في ذلك التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على مواسم تكاثر الأسماك، مضيفًا أن التلوث البحري من الملوثات المختلفة، مثل زيوت الصيادين والبلاستيك، والبواخر الكبيرة، يؤثر أيضًا على الأسماك وبيئتها.
وأشار إلى أن اتفاقيات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي بدأت تسهم في الحد من انقراض الأسماك وتوفير بيئة آمنة لتكاثرها، وبدأت تعطي أرقام حقيقية للمفقودات البحرية في الخليج، لافتًا إلى أن جمعية الصيادين بصفوى تعمل بجدية لتوعية الصيادين وتدريبهم على استخدام أساليب صيد مستدامة ومسؤولة، بهدف تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الثروة السمكية والبيئة البحرية لضمان استدامة قطاع الصيد في المنطقة.
وبين آل سيف، أن هناك أسماء أسماك مهددة بالانقراض مثل السود، والبرطام، والقرش، والسبيتي الذي افتقدناه منذ زمن طويل، وهناك عدة أنواع عندنا فقدناها وهاجرت إلى بيئات أكثر أمنا، فالعوامل متشابكة وأدت إلى نقص وغياب بعض الأسماك.
ورش عمل للصيادين
جمعية الصيادين بصفوى تنظم ورش عمل ودورات تدريبية للصيادين، تغطي مواضيع مثل استخدام أدوات صيد مستدامة، وتقنيات صيد الأسماك بطرق تجنب الصيد الجائر، والحفاظ على البيئة البحرية.
وكشف المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج مؤخرًا، أن 12.9% نسبة أنواع الأسماك المهدّدة بالانقراض من الدرجة الأولى من إجمالي أنواع الأسماك المهدّدة بالانقراض المشتركة ما بين دول مجلس التعاون، حسب التصنيف الدولي لحفظ الطبيعة «IUCN» عام 2019.
وأشار إلى أن 1.9% هي نسبة المحميات البحرية من إجمالي مساحة المياه الإقليمية في مجلس التعاون، مضيفًا أن 9 اتفاقيات دولية مشتركة بين دول مجلس التعاون للحفاظ على استدامة الثروة المائية والسمكية.
وذكر المركز أن مصدر البيانات، القاعدة الدولية للأسماك والقاعدة الدولية للمحميات التابعة للأمانة العامة لدول مجلس التعاون.
