كشفت د. دانة الجعفري، رئيس قسم الأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، عن تفوق النساء في معدلات الإصابة بالصداع مقارنة بالرجال، مشيرة إلى أن النساء يشكلن الجزء الأكبر من شريحة المصابين بالاضطراب الشائع.
وأوضحت "الجعفري"، لـ"اليوم"، أن أعراض صداع الشقيقة تشمل ألم أحد جانبي الرأس، والشعور بالإجهاد، وتزداد حدته عند الحركة في بعض الأحيان، ويمكن أن يصاحبه نبض حول العينين، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الغثيان والحساسية للضوء والصوت، وضعف التركيز، وقد تستمر الأعراض لفترة تتراوح بين 4 ساعات و3 أيام متواصلة.
أسباب صداع النساء
أضافت أن هناك عوامل متعددة ترتبط بحدة الصداع لدى النساء، بما في ذلك اضطرابات الهرمونات وتناول بعض الأدوية الهرمونية، وبعض الأطعمة مثل اللحم المقدد والأسماك المدخنة وبعض أنواع الأجبان، مشيرة إلى أن العوامل المصاحبة الشائعة مثل الضغوط العصبية والإجهاد وقلة النوم والاجهاد البدني القوي وتغيرات الطقس واضطرابات التغذية والقلق والاكتئاب، يمكن أن تؤثر أيضًا في زيادة حدة الصداع.
ولفتت الجعفري إلى أن من أبرز عوامل الإصابة "ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة" التاريخ العائلي، ويكون بين عمر 20 إلى 50 عاما، مبينة أن للإصابة ببعض الأمراض الأخرى دور في حدوث صداع الشقيقة كالإصابة بالاكتئاب والقلق واعتلالات النوم.
وأكدت أن لصداع الشقيقة خطوط علاجية مختلفة، تشمل إجراءات وقائية لمرحلة ما قبل الصداع ومرحلة حدوث نوبات الصداع، بالإضافة إلى بعض الطرق الطبية المساعدة مثل استخدام الكمادات الباردة وشرب كميات كافية من السوائل وتجنب المثيرات، ومع ذلك، تواجه الطواقم الطبية صعوبة في علاج الشقيقة نظرًا لصعوبة الوقاية من حدوث النوبات المتكررة بسبب تأثرها بالعديد من المثيرات.
الصداع النصفي والتوتري
ذكرت د. نورة المسلم، استشاري طب الأعصاب والصداع في المستشفى، أن هناك أسباب محتملة للصداع النصفي والصداع التوتري، مشيرة إلى أن الصداع النصفي يختلف جذريًا عن صداع التوتر وتقدم بعض الأسباب المحتملة لكل منهما.
وقالت لـ"اليوم"، إنه بالنسبة لصداع التوتر، تشمل الأسباب المحتملة تقلصات عضلات الرأس والرقبة، الأحداث المجهدة أو الأيام المزدحمة، تناول الكافيين، عدم شرب كمية كافية من الماء، قلة النوم، تجنب الوجبات، مشاكل الأسنان، مثل صرير الفك، إجهاد العين، نزلات البرد، عدوى الجيوب الأنفية.
وأشارت إلى أنه لا توجد أسباب واضحة للصداع النصفي، إذ تشير الدراسات إلى عدة عوامل خطورة، بما في ذلك التاريخ العائلي للصداع النصفي، والعمر، إذ يحدث غالبًا خلال مرحلة المراهقة، والجنس، إذ تصاب النساء بنسبة 3 مرات أكثر من الرجال، كما يرتبط بالاكتئاب والقلق واضطراب ثنائي القطب واضطرابات النوم والصرع عند الإصابة بحالات طبية أخرى.
علاج الصداع النصفي
فيما يتعلق بالعلاجات المتاحة للصداع النصفي، أشارت "المسلم"، إلى وجود خطط علاجية في جميع أنحاء العالم، تتبع اتجاهين: العلاج الطارئ لتخفيف الصداع الحاد، والوقائي للحد من حدوث النوبات، ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن علاج نهائي للشفاء من المرض، وتهدف الخطط العلاجية إلى تخفيف حدة النوبات، وتقليل عددها، وتقليل آثارها المضاعفة.
فيما يتعلق بالدراسات المستقبلية المخطط لها لفهم وعلاج أمراض الصداع بشكل أفضل، تشير "المسلم" إلى أن التوجه العالمي حاليًا يتجه نحو استخدام الأدوية المناعية وأدوية الحقن لعلاج تصنيفات مختلفة من الصداع، وتجرى دراسات مكثفة لفهم المرض بشكل أعمق ومن ثم القضاء عليه في المستقبل.