- سألني أحد الأصدقاء ماذا تعني عبارة خطوة خطوة في بعدها السياسي، أو الرسمي والدبلوماسي، ولأن هذه العبارة تستخدم أحيانا في بعض السياقات السياسية فهي تعني إجمالا معنى إيجابي يقوم على الاتفاق بأن تقوم كل الأطراف بأعمال جيدة، أو إيجابية بحث يقوم طرف بعمل يعكس للطرف الآخر حالة من التفاعل الإيجابي ليقدم هو بدورة على القيام بخطوة مفيدة، ونافعة.
- أشهر التعاملات السياسية التي استخدمت هذه العبارة في بعدها السياسي، وبمعناها الإيجابي كانت في أعقاب المصالحة العربية للدولة السورية وتحت نظامها الحالي، ويقال الاجتماعات التي أفرزت رؤية خطوة خطوة تبلورت بين الأردن وسلطنة عمان حيث بذلت جهود لتقريب وجهات النظر بين العرب في هذا السياق، هذه الجهود تبلورت في آخر قمة عربية شهدتها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وأعيد المصطلح للاستخدام من جديد ليذكر الطرفين العربي في طيفه العام والسوري في خصوصية القيادة، والنظام ومع التطورات الأخيرة في المنطقة والتي طغى عليها التحشيد الأمريكي في مناطق معينة، وارتفاع التوتر العسكري والأمني في نقاط معينة،عاد مصطلح خطوة خطوة إلى التداول بعد أن رصد غير مراقب تصريحات للرئيس السوري قبل أسابيع ربط فيها العلاقة بين تهريب المخدرات، من بلاده إلى الدول العربية بمسئولية من جلبوا الإرهاب لسوريا كما قال.
- هذا التصريح بالنسبة للمراقبين نسف تفاهمات ما عرف بخطوة خطوة، أو مقابل خطوة، وزاد على ذلك بأن عكس حالة الفهم الإيجابية بحالة سلبية، وربما سلبية جداً، حيث اصبح المفهوم يعطي تصوراً يشرح واقع الحال كما يقولون، بأن هناك خطوات تراجعت بها سوريا للموارد.
- يتوقع، وهذا هو الراجح أن أطرافاً عربية ستتراجع هي الأخرى إلى الوراد، بمعني أن الآمال العريضة التي بشرت في مرحلة ما بتعهد الجانب السوري بوقف كل الأخطار التي تجتاز الحدود إلى الأشقاء العرب، من تهريب مخدرات، وسلاح، وتسلل، أصبحت في خبر كان كما يقال، ولم يعود يعول العرب على هذا الموضوع والسبب بسيط جداً وهو أن تصريحات القيادة السورية بينت بصورة واضحة عدم قدرة النظام على وقف حالة التدهور، لأن القرار إن لم يكن بأيدي قوى داخلية، أو إقليمية فهو حتماً ليس في يد الدولة السورية.
- مراقبين يسألون بإلحاح هل مجمل هذه التغيرات، وهذه التراجعات، يمكن أن تعكس مؤشر، أوبعض المؤشرات على أن هناك تغيرات قد تكون جذرية ستشهدها المنطقة، والسؤال الأخطر على من تدور الدائر في المنطقة، وهل سيكون هناك خطوات جديدة، وفي أي اتجاه.
salemalyami@