استقرت أسعار خام برنت بالقرب من 90 دولارا للبرميل خلال الأيام القليلة الماضية، مرتفعة بنسبة 25% منذ يونيو بفضل تطبيق مزيد من تخفيضات الإنتاج من جانب كبار مصدري النفط، وعزز هذا من دور المملكة كوجهة أساسية في سوق النفط العالمية وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه. وأضافت الصحيفة: "يبعث هذا الإرتفاع برسالة إلى أسواق الأسهم والسندات العالمية. وقد يؤدي احتمال ارتفاع الأسعار في محطات الضخ وفي جميع أنحاء التصنيع إلى تحفيز الجهود الدبلوماسية لزيادة العرض وإخماد أي آثار تضخمية على الاقتصاد العالمي".
قيادة السعودية
استطردت الصحيفة الأمريكية، أن السعودية هي من تقود توزان أسعار النفط الدولية، ويأتي من بعدها روسيا، حيث قالت الدولتان إنهما ستمددان تخفيضاتهما في إنتاج النفط – أي ما يعادل مجتمعا 1.3 مليون برميل يوميًا – حتى نهاية العام 2023. واعتبرت الصحيفة، أن مدة التخفيضات فاجأت مراقبي السوق، حيث تلمح المملكة العربية السعودية إلى أنها قد تقوم بتخفيضات أعمق في الأشهر المقبلة.
برنت وحاجز 100 دولار
من جانبها، قالت نادية مارتن ويجن، محللة السلع في باريتو للأوراق المالية، لشبكة بلومبرج: "إن خام برنت قد يصل إلى 100 دولار للبرميل، وهو المستوى الذي تجاوزه كثيرًا في الأشهر الأولى التي أعقبت التدخل الروسي بأوكرانيا". ومن الممكن أن يؤدي الاقتصاد الصيني المتعثر إلى استنزاف الطلب على النفط، مما قد يهدأ الأسعار قليلًا.
كما اعتبر خورخي ليون، الخبير الاقتصادي في شركة الأبحاث "ريستاد إنيرجي"، أن المملكة العربية السعودية، أصبح لديها تأثير ضخم على الاقتصاد العالمي من خلال أسعار النفط.
أسعار الفائدة
ذكرت الصحيفة، أن خفض الإنتاج يمكن أن يؤثر كذلك على أسعار الفائدة، لأن ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى زيادة احتمالات التشديد النقدي، وخاصة في الولايات المتحدة للحد من التضخم.
إيران وواشنطن
ذكرت بلومبرج الأسبوع الماضي أن طهران وواشنطن عقدتا محادثات عبر القنوات الخلفية للحفاظ على تدفق النفط الخام لتعويض انخفاض العرض في أماكن أخرى. وبحسب ما ورد لجأت فنزويلا، وهي مصدر آخر يخضع للعقوبات، إلى بكين لمساعدتها على إنعاش الإنتاج.
وقال ليون إنه بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن: فإن "الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله إلى حد كبير هو الذهاب إلى أسواق أخرى كإيران وفنزويلا"، غير أنهما لا يملكان التأثير نفسه الذي تحظى به المملكة.
ارتفاع السندات الأمريكية
قال بيل ميرز، رئيس أبحاث سوق رأس المال في بنك الولايات المتحدة لإدارة الثروات: "إن ارتفاع أسعار النفط يفاقم التضخم والتضخم يرفع عوائد السندات، والواقع أن عائدات سندات الخزانة الأمريكية ارتفعت بفضل هذه الأخبار، لأن الضغوط التضخمية القوية تشير إلى ارتفاع أسعار الفائدة ــ أو على الأقل استمرار ارتفاعها لفترة أطول". وقفز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وسنتين بنحو 9 نقاط أساس ليغلق عند 4.266% و4.96% على التوالي.
