@DrAL_ Dossary18
- انطلاقا من مكانة المملكة عالميا كمصدر للطاقة الموثوقة تجتهد بشكل دائم لاستدامتها مع الـتأكيد علـى حماية البيئة ودعمها بشكل استثنائي. وذلـك لمعرفتها بأهمية البيئة باعتبارها زاوية الحجر الأساس ودليل تطور المجتمع لـكونه مشارك في نجاح الخطط الـوطنية للتنمية. وتم تحقيق هذه المكتسبات من خلال العديد من المبادرات التي تم الإعلان عنها مسبقا كمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، في إطار مواكبة مجريات التغيّر المناخي عالميا. ومن أبرز هذه الجهود الحد من ظاهرة التصحر ومنع الاحتطاب والحفاظ على الغطاء النباتي وزيادته والعمل على الاستغلال الأمثل للموارد وتطويرها، ودعم الممارسات الصديقة للبيئة كتدوير النفايات لتكون بيئة متصالحة مع الطبيعة.
- وقد أتى أعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الـوزراء رئيس مجلس المحميات الملـكية - حفظه الله -، لاعتماد المستهدفات الإستراتيجية لـعام 2030 للمحميات الملكية تأكيدا على هذا الاهتمام الجلي في الحياة الفطرية والبيئة. وذلك من خلال التركز على حماية الحياة الفطرية وأنشطة التشجير وتعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص العمل.
و ترنوا هـذه المستهدفات الاستراتيجية الـشاملـة للمحميات الملكية المعتمدة حديثا للمساهمة في دعم جهود المملكة المستدامة للحفاظ على البيئة من خلال المشاركة في أهداف مبادرة الـسعودية الخضراء لحماية 30 % من المناطق البرية والبحرية لغاية عام 2030 . والجدير بالذكر بأن المحميات السبع تتكون من 13.5 % من إجمالي مساحة المملكة، بالإضافة إلى المساهمة في مستهدفات زراعة الأشجار بما يزيد على 80 مليون شجرة حتى عام 2030 . وبموجب هذه المستهدفات، ستقوم المحميات الملكية بحماية وإعادة توطين أكثر من 30 نوعاً من الحيوانات المحلية المعرضة للخطر والمهددة بالانقراض.
وكأحد أهم المكونات الأساسية في رؤية السعودية 2030 اعتماد قطاعات السياحة والتراث الوطني ، لتعزيز التنمية الاقتصادية الـغير نفطية. حيث أدركت المملـكة أهمية مكوناتها الطبيعية وأنها ثروة قومية يمكن الاستفادة منها من خلال التوسع في مجالات الاقتصاد الأخضر، وتشجيع السياحة البيئية و استثماراتها. بل واستدركت ضرورة تنمية سياحية مميّزة ذات منافع عدة وذلك من خلال دفع عجلة التنمية و دعم الاقتصاد الـوطني. والمستهدف استقطاب أكثر من 2.3 مليون زائر سنوياً، بالإضافة إلى إعادة تحسين وتجويد أكثر من 15 موقعاً من المواقع الأثرية والتاريخية وحمايته بحلول عام 2030 .
- ولذا نهيب بأهمية دور رجال الأعمال في هذا المجال من خلال بناء مشاريع سياحية، وضرورة تطوير البنية التحتية لـلـخدمات الـسياحية، حيث يشهد هـذا القطاع نهضة اقتصادية غير مسبوقة.
وتعكس الجهود المبذولة لإنشاء هيئات تطوير المحميات الملكية حرص القيادة الرشيدة على البيئة والحياة الفطرية وأهمية الحفاظ عليها وحمايتها. وبالتأكيد فان اعتماد هذه المستهدفات سيكون له الأثر الإيجابي في جذب الاستثمارات بصناعة الـسياحة وانتعاشها من خلال وجهات متفردة للسياحة البيئية، والذي بدوره يجسد مكانة المملكة كوجهة سياحية استثنائية، في إطار المحافظة على البيئة والأصالة.
وفي ظل هـذا الاهتمام الجلـي نجد بأنه أحد أبرز البدائل لاقتصادات ما بعد النفط ونموها من خلال توفير فرص تطوير وبيئة جاذبة للسكان والاستثمارات.