أي أمين أو رئيس بلدية أو مسؤول سدود، في المملكة والخليج والوطن العربي والعالم، شاهد مآسي كارثة مدينة درنة الليبية، ثم ذهب إلى النوم او للنزهة أو للتفسح في المقاهي والمجالس، اقترح عليه أن يحفظ ماء وجهه ويبادر، مبكراً، إلى الرحيل قبل أن يتسبب تواكله ولا مبالاته بكارثة.
ما حدث في درنة لا بد أن يوقظ الرقود ويعيد النبض للقلوب السادرة، فالتقلبات الجوية في السنوات الأخيرة، جعلت كل جغرافيا ليست بمنأى عن قسوة الأعاصير والعواصف. وكي لا تروج لطميات الفواجع من نوع «عاصفة أو أمطار قوية غير طبيعية» و«لم تحدث منذ عقود»، أو «لم يسبق لها مثيل»!
ويجب أن يتوقع كل أمين ورئيس بلدية أن كارثة ما يمكن أن تحدث قرب مكتبه وفي شوارع المدينة التي يتكفل بحمايتها.
في التقلبات الجوية الراهنة في العالم، لا تجدي الاستعدادات الروتينية العادية، لأن التقلبات، في أماكن كثيرة، أخذت تشكل عواصف مدمرة وغير عادية، مثلما شهد العالم، في السنوات الأخيرة، اشتعال النيران في الأحراش والجبال في كثير من بلدان العالم من كندا وأمريكا إلى أسبانيا والجزائر اليونان وتركيا وحتى في المملكة.
الأعاصير تتشكل في جنوب شرق آسيا وفي الكاريبي بصورة سنوية دائمة. وتاريخياً تتوطن في البحر المتوسط العواصف القوية، ولكن بدأت السنوات الأخيرة، تتعاظم خطورتها لتقترب من الأعاصير.
الواضح في شأن كارثة درنة ثلاثة عوامل، ليس أقساها العاصفة، تحالفت على ذبح المدينة وتقديم كثير من سكانها طعاماً لأسماك القرش في المتوسط.
تراخي المسئولين وتواكلهم وتجاهل التحذيرات، منذ سنوات، من سوء أحوال السدود، كل ذلك جعل من العاصفة «عواصف» التهمت المدينة بسرعة وبصور مجانية ومؤلمة.
لهذا، ونحن على أبواب تقلبات الخريف والشتاء، يجب على كل أمين ورئيس بلدية الاستعداد، من الآن، للأسوأ. وكذلك على كل مسئولي السدود، في كل مكان، المبادرة إلى فحص السدود، والتأكد أنها سليمة وقادرة على تحمل أقوى الضغوط.
وتر
لم يعد للمكلومة الثكلى إلا الدمع
وذكرى أحباب قد رحلوا فجأة، بلا موعد..
إذ السهد قوت الليالي، والألم يعتصر أمشاجاً متضورة..
@malanzi3