طالب عدد من الحرفيين في محافظة القطيف، بسرعة إنجاز سوق الحرفيين، الذي دخل مراحل الاستثمار، لجمع أصحاب المهن اليدوية التراثية، في مكان مجهز، تتوافر به الإمكانات اللازمة، للحفاظ على الإبداعات التراثية الفنية، وتعزيز الاهتمام بها، مشيرين إلى أن هذه المهن تحظى بقبول كبير لدى الكثيرين، نظرًا لتمتعها بالقيمة التراثية والزخرفية.
وأكدوا أن إنشاء سوق الحرفيين سيسهم بشكل كبير في استدامة الصناعات التراثية، ونقلها عبر الأجيال، إضافة إلى دعمها اقتصاديًا وسياحيًا، موضحين أن هذا المشروع يعزز مكانة المنطقة من الناحية الحضارية والتراثية، خاصةً أن بعض الحرف تختفي تدريجيًا.
صعوبات تشغيلية
وقال الحداد، عيسى أبو أسعيد، إن عدد الحدادين في المحافظة قد تقلص إلى ثلاثة أفراد فقط، ويتم زيارتهم من قبل السكان والزوار من مختلف مناطق المملكة، وأن المحلات التي يعملون بها تفتقر إلى وسائل الراحة الأساسية، وتعاني من التدهور والتآكل.
وبيّن أنهم يعتمدون على مولدات الكهرباء القديمة لتشغيل محلاتهم، ما يتسبب في تكاليف إضافية وصعوبات تشغيلية، ولذلك، يطالب الحدادون بإنشاء مكان ملائم يجمع جميع الحرفيين تحت سقف واحد، يتيح لهم فرصة العمل بكفاءة ويعكس التراث الثقافي للمنطقة.
وجهة سياحية
من جهته، أكد صانع الفخار، زكي الغراش، ضرورة توحيد الجهود لدعم وتعزيز الحرف اليدوية في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرف اليدوية تعاني من تشتت الجهود وتنظيمها، وأنه من المهم تخصيص موقع ملائم يجمع جميع الحرفيين، ويسهم في الحفاظ على هذه المهنة وتطويرها.
وأعرب عن أمله في أن يتم تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس في المستقبل القريب، حيث يمكن لسوق الحرفيين أن يصبح وجهة سياحية للزوار والمقيمين على حد سواء، ويسهم في تعزيز السياحة الثقافية والتجارة المحلية، لافتًا إلى ضرورة توفير بيئة ملائمة ومريحة للحرفيين، تتضمن توفير الدعم والتدريب المستمر لتطوير مهاراتهم.
تخصيص موقع
من جانبها، أكدت إدارة بلدية محافظة القطيف ”لليوم“ أنه تم تخصيص موقع لأنشطة الحرفيين ضمن الفرص الاستثمارية بسوق الخميس ”السبت“، مشيرًا الى أن البلدية بصدد إعداد برنامج متكامل يختص بالحرفين ومسارات السياحية، حيث يستهدف المشروع تنشيط الحركة السياحية في المنطقة الشرقية، وتشجيع الحرف التقليدية المتعددة بالمحافظة، ويهدف إلى الحفاظ على هذا الموروث الحضاري المتجذر في المحافظة والمنطقة، كما يهدف المشروع إلى تعزيز مكانة المنطقة التراثية والحضارية.