- تمضي جهود توطين الصناعة وتعزيز المنظومة الصناعية بوتيرة متصاعدة تتحقق معها عديد من الأهداف الاستراتيجية على المديين المتوسط والبعيد، وذلك كفيل بأن يسهم في تحقيق مستهدفات نوعية وكمية تدعم الناتج المحلي الإجمالي وعملية النمو التي تحتاج مثل تلك الجهود لأنها تصعد بمؤشرات الاستثمار إلى آفاق طموحة تواكب التطلعات لتنمية شاملة ومستدامة ومتوازنة في جميع المناطق.
- من بين تلك الجهود ذلك الدور الذي تؤديه الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» في استقطاب الاستثمارات وتحفيز المستثمرين للعمل في الإطار الاستثماري الذي يتجه في سياق من التنوع كما حدث مؤخرا بتوقيع عدد من العقود الاستثمارية بقيمة تتجاوز نصف مليار ريال بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، تضمنت ثلاثة عقود لتقديم خدمات هندسية وإشرافية لمشاريع تطوير البنى التحتية الكبرى ومبادرات برامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية بالمدن الصناعية، ومع صندوق التنمية السياحي لتطوير مشاريع سياحية لتمكين مفاهيم جودة الحياة وترسيخ التنمية المستدامة في المدن الصناعية، ودعم جهود توطين الاستثمارات ذات القيمة المضافة. وهناك كثير من الفرص التي ينبغي اغتنامها، فلا تزال كثير من القطاعات واعدة ويمكنها أن تحقق قيمة كبيرة عبر الاستثمارات ويشمل ذلك أكثر من ثلاثين مدينة صناعية، في وقت ارتفعت فيه مساحات الأراضي المخصصة للاستثمار إلى نحو 136 مليون متر مربع، والمساحات المطورة لأكثر من 202 مليون متر مربع، فيما زادت المساحات اللوجستية إلى 3.26 ملايين متر مربع، وذلك في إطار جهود تهيئة بيئة صناعية متميزة وتنمية الاستثمارات الوطنية والأجنبية ذات القيمة المضافة.
- ينبغي أن تواصل هيئة «مدن» تواصلها مع الشركاء والمستثمرين والعمل على تهيئة بيئة تنافسية تفتح الأبواب أمام جميع المستثمرين الوطنيين والأجانب، لأن ذلك هو الطريق والسبيل الفعال الذي يجعل المنظومة الصناعية أكثر قدرة على النمو وقابلية للاستثمار فيها، خاصة وأن الفرص المتاحة كبيرة وكثيرة ويمكنها أن تصنع الفارق لكبار المستثمرين أو للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
- تتعدد الخيارات بتعدد القطاعات والاقتصادية وتوسع الاستثمارات التي تضيف إلى الاقتصاد وتجعله في مرتبة متقدمة تؤهله لجذب مزيد من المستثمرين والشركات الدولية الكبيرة وتأثيرها القوي في نظيرتها الوطنية في إطار تنافسي إيجابي ومتفاعل مع برامج الدولة ومؤسساتها والتي تعمل بتكامل من أجل النهضة ومتطلباتها.