@LamaAlghalayini
يكرر معظمنا الأخطاء نفسها رغم انزعاجنا منها ، فنحن ننغمس في العادات السيئة، مثل التسويف، وعدم الحزم والـفوضى والـتدخين، وعادات الـنوم الـسيئة، وعدم مراعاة مشاعر الآخرين والتسوق لتخفيف الاكتئاب، وإدمان الإنترنت، وصولاً إلـى إدمان المواد المضرة والإضرار المتعمد بالنفس، و نتساءل عن سبب استمرارنا ولماذا نفعل ذلـك بأنفسنا رغم كثرة الوعود بالإصلاح ، و رغم محاولاتنا لمرات عديدة ، لكنه من الـصعب كسر تلك العادات ، و كل مرة نحاول فيها و نفشل ، نصبح أكثر يأسًا، وأكثر نقدًا لأنفسنا، وتأخذ تلك العادات أشكالاً كثيرة بدءًا من الإسراف في الطعام إلـى السلبية، ومن التسويف إلـى الـتهور، او البقاء في وظيفة غير مريحة او الاستمرار في علاقة مستنزفة، ومن الممكن أن تجعلـك تشعر بالـذنب، وأن تقلص ثقتك بنفسك.
- و ممكن للشعور بالذنب أن يلبي غرضًا مفيدا لو أدى إلى تغيير عاداتنا، لـكنه في الأغلـب لا يغير شيئًا مما يسبب لنا حملا ثقيلا و عبئا نفسيا مستمرا، وعلى الرغم من وجود أسباب متعددة لـتلـك الـسلـوكيات المدمرة ، لكنها غالبا ما تحدث نتيجة لحقيقة مفادها أننا نملك ذاتين: ذاتا واعية تفعل الأمور بشكل واع ، و ذاتا تلقائية تؤدي معظم أعمال الحياة بلا انتباه منا، و هـي التي تتسبب في بقاء تلك العادات ، لأنها تُوجَّه بالدوافع الكامنة والأحكام المسبقة، و الإطارات المرجعية القديمة التي لا نكون على وعي بها، و هـي الـتي توجه معظم سلوكياتنا خاصة التلقائية، و لهذا فإن الهروب من نماذج الـسلـوكيات المدمرة يعد تحديًا كبيرا ، لكن التقدم في أبحاث علم الأعصاب و بروز مفهوم (العقل المرن ) يثير الـتفاؤل، فهي تخبرنا بأن عقولنا تتجدد باستمرار و تتكون خلايا عصبية جديدة نتيجة لخبرات الحياة، و كلـما تعلـمنا المزيد من الأشياء ، تكونت المزيد من الوصلات العصبية، حيث يؤكد علماء الأعصاب بأن الـعادات السيئة لها وجود مادي في بناء الدماغ، فهي تصبح كالمسارات القوية التي تقود سلوكنا في مواجهة الاغراء، حيث يمتص الاكتئاب الكثير من طاقة مستقبلات الـسعادة في الـدماغ، بينما يتسبب القلق في حدة استثارتها ، لكننا نعلم الآن ان بإمكاننا إعادة ضبط العقل لتطوير نظام دوائر
أكثر صحة .
- لقد أصبح بإمكان العلماء رؤية ما يحدث بواسطة أحدث تقنيات تصوير المخ؛ حيث يستطيع الاشخاص الـدين يعانون أفكارًا استحواذية رؤية كيفية تغير عقولهم بمجرد أن يتعلموا كيفية السيطرة على عمليات التفكير الخاصة بهم؛ بحيث تصبح العادات الصحية أكثر سهولة وتتجدد مستقبلات الـسعادة، ويفقد الـتوتر سيطرته، وهذا يتطلب الاستمرارية والممارسة، ولـكنه في متناول يدك، ويظن الـكثير من الـناس أنهم لا يملكون قوة الإرادة، ولكنها ليست شيئًا تملكه أو لا، كالعيون الـزرقاء، بل إنها مهارة كلعبة الـتنس أو الـكتابة على الكمبيوتر حيث يجب عليك أن تدرب جهازك العصبي كما تدرب عضلاتك وردود أفعالـك، وأن تذهب بعزيمة و إصرار إلـى صالـة الألـعاب النفسية لـتدريب عضلات استجاباتك، وتأكد أنك في كل مرة تتدرب علـى سلـوك بديل، فأنت تجعله أسهل عليك للقيام به في المرة القادمة.