تحت عنوان "مهنيات الترجمة الطبية"، نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاءً افتراضياً مفتوحاً، ناقشت خلاله جهود العرب الأولين في تعريب الطب والعلوم، إلى جانب الحديث عن الفروقات بين الترجمة الطبية وبقية أنواع الترجمات.
واستهل اللقاء باستعراض نبذة تاريخية عن الجهود العربية في الترجمة الطبية والعلوم، والتي برزت بشكل أكبر في العصر الأموي، فيما أسهمت مجامع اللغة العربية في تعريب وترجمة المصطلحات الطبية التي تأسست وانطلقت من العصر الإغريقي لتنتقل بعدها إلى الرومان والعالم كافة.
وتناول اللقاء الفروقات بين التعريب والترجمة، حيث تعتمد الأولى على أخذ المصطلحات من اللغة الأجنبية واستخدامها كما هي بعد النقل، وهو ما تسبب بظهور ما يسمى "فوضى المصطلحات المعربة" واختلاف أشكالها من مَجمع لغوي إلى آخر، حتى مع وضع معايير محددة لتوحيد تعريب المصطلحات، عند صعوبة شرحها وترجمتها.
يبدأ اليوم اللقاء الافتراضي المفتوح "مهنيات الترجمة الطبية"..
لحضور اللقاء، والمشاركة في إثراء الحوارhttps://t.co/7gLFZJcmGU https://t.co/2H9RFiuxm4— هيئة الأدب والنشر والترجمة (@MOCLiterature) September 19, 2023
لغة محايدة
وأكد المشاركون أن المصطلحات الطبية تتشابه بشكل كبير مع النصوص العلمية، في العديد من النقاط ومنها كونها لغة موضوعية ومحايدة، وتزخر بالمصطلحات العلمية الدقيقة، وتبتعد عن التكلف واستخدام المصطلحات الموسيقية والأدبية، ودقيقة وموجزة في الوصف.
وأوضحوا الأهمية الكبيرة لتخصص "الترجمة الطبية" لكونه مرتبطاً بشكل وثيق في التعامل مع حالات مرضية، تحتاج للرعاية، من قبل أطقم طبية قد يجتمع فيها عدد من العاملين من دول ذات لغات مختلفة، مما يحتم وجود لغة ذات مصطلحات ثابتة ومشتركة، يمكنها توحيد التعامل بين الفرق الطبية والمرضى، وتوفير الرعاية المثالية.
بروتوكولات الجائحات
واستعرض اللقاء أهم المهارات التي يجب أن تتوفر في المترجم الطبي، وبروتوكولات الجائحات التي قد تنشر في بعض المناطق والأقاليم والعالم، بعد توضيح أن الممارس للمهنة عندما يكون طبيباً سيحتاج لتوسيع وتنمية مهاراته اللغوية، فيما لو كان المترجم بعيداً عن تخصصات الطب سيكون بحاجة لدراسة معمقة في المصطلحات الطبية، وقواعدها وأصولها اللاتينية، ولديه المقدرة على البحث العميق في الأمراض، ليتمكن من نقل المعلومات وترجمتها بشكل دقيق.