DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بقيادة عسكرية بارعة.. مختصون يروون قصة دخول المؤسس للأحساء

بقيادة عسكرية بارعة.. مختصون يروون قصة دخول المؤسس للأحساء

كشف مختصون لـ"اليوم" الجهود التي بذلها الملك المؤسس، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – من أجل بناء الوحدة واللحمة الوطنية.

وأكدوا أنه في كل موقع في مملكتنا الغالية يحكي لنا أثرا وتأثيرًا وحكاية عن جهود بناء الدولة السعودية على أسس حضارية.

دخول المؤسس للأحساء

قال د. سطام بن غانم الوهبي، رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل: دخل الأتراك الأحساء عام 1288هـ/ 1871، قبيل نهاية الدولة السعودية الثانية، حتى تمكن الملك عبد العزيز - يرحمه الله - من استعادة الرياض عام 1319هـ/1902م.

د. سطام الوهبي - اليوم
وتابع: "سعى الملك عبد العزيز لاستعادة ما تبقى من أملاك أبائه وأجداده وتكوين دولة حديثة، فتمكن من ضم جنوب نجد، ثم سدير والوشم، وبعد ذلك القصيم، وأصبحت نجد كلها تحت حكمه باستثناء حائل التي بقيت تحت حكم آل رشيد لسنوات، لكنها كانت تمر بمرحلة ضعف بعد مقتل حاكمها في موقعة روضة مهنا عام 1324هـ / 1906م ودخول إمارتهم في صراع أسرى على الحكم".

تابع: بدأ الملك عبد العزيز يتطلع إلى الإقليم الشرقي من شبه الجزيرة، ويعد العدة لاستعادته من العثمانيين لعدة أسباب أهمها: أن شرق شبه الجزيرة جزء من الدولة السعودية الأولى والثانية، والعداء القديم مع العثمانيين.

قال: كما أن العثمانيين كانوا يساندون خصوم آل سعود، وهم آل رشيد حكام حائل، فكانوا يمدونهم بالسلاح والعتاد العسكري، وكذلك ضعف قوة العثمانيين وانشغالهم بنزاعات مع دول أوروبية خاصة إيطاليا والبلقان، ما أدى إلى تردي أوضاع جيشهم.

قصر إبراهيم الأثري - تصوير – درويش آل درويش

ضم الأحساء

وقال د. علي بن حسين البسام، بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل: جاء ضم الملك عبد العزيز الأحساء وإنقاذها من الأتراك أحد فصول الملحمة السعودية الكبرى، فالظروف الدولية والداخلية كانت مواتية لتحقيق الملك هدفه، بعدما تكاثرت عليه الرسائل من المخلصين من أبناء الأحساء يستنجدون به للخلاص من براثن وسوء الإدارة التركية.

د. علي البسام - اليوم
وشهدت الأحساء فوضى من الناحية الأمنية من قطع الطرق والسبل حتى أصبح الأهالي لا يأمنون على أنفسهم وبيوتهم، ونتيجة لتلك الظروف مجتمعة، هب الملك لنجدة الأحساء من الظلم والعدوان.

وتابع البسام: في ربيع الأول سنة 1331ه/1913م، بدأ الملك انطلاقته نحو الأحساء ومعه جنود من أهل العارض وقبائل البادية، ونزل في روضة الخفس، وأقام فيها شهر كامل، حتى جاءه أحد أصدقائه من الأحساء ليخبره عن الطرق التي يمكنه سلوكها لتسهيل اقتحام واسترجاع الأحساء بصورة مفاجأة.

استرجاع الأحساء

أوضح: تحرك الملك عبد العزيز رحمه الله، ومعه جيشه المكون من ستمائة من مقاتلي الحاضرة والبادية، التي تعد جزء من ملك الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، فوصلها في جمادى الأولى 1331هـ/ 1913م.

قال: كانت ساعة الصفر الإثنين 28 جمادى الأول، إذ خطب الملك عبد العزيز في جيشه قائلا: "إننا هاجمون على الترك في الكوت ومنتصرون عليهم إن شاء الله، فامشوا لهذا الغرض ولا تضجوا أو إذا كلمكم أحد ونحن في الطريق فلا تجيبوه حتى لو أطلق عليكم نيران البنادق فلا تجيبوا بالمثل، أما إذا دخلتم الكوت واستوليتم على الهفوف فحاربوا من يحاربكم وسالموا من يسألكم".

قصر صاهود بالأحساء - تصوير – درويش آل درويش

المتصرف التركي

أضاف: قسم الملك جيشه إلى قسمين، الأول بقيادته للهجوم المباشر على الأسوار والدخول إلى الهفوف، والآخر؛ بقيادة الأمير عبد الله بن جلوي آل سعود ومعه ثلاثمائة مقاتل من أبناء البادية عسكر بهم في الرقيقة غرب الهفوف لحماية ظهر المهاجمين.

وتابع البسام : أشار الشيخ عبد اللطيف الملا والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل مبارك، على الملك عبد العزيز أن يكتب إلى المتصرف التركي برغبته في الوصول إلى حل سلمي لتسليم المنطقة ويضمن له الخروج سالما هو وبقية الحامية التركية.

من قصر إبراهيم - تصوير – درويش آل درويش

الأمير عبد الله بن جلوي

قال: سلمت الحامية التركية مفاتيح قصر إبراهيم وكتبت وثيقة وقعت من الملك عبد العزيز، والمتصرف التركي أحمد نديم، وجرى ترحيلهم إلى ميناء العقير ومنها إلى البحرين ثم إلى البصرة.

أوضح: أقام الملك في الأحساء إلى 15 شعبان 1331هـ/ 1913م، حيث نظم شؤونها ورتب إدارتها ثم غادرها إلى الرياض وعيّن أميراً عليها، وهو الأمير عبد الله بن جلوي، ولتبدأ مرحلة جديدة مجيدة من التاريخ السعودي الحديث، ولتنضم الأحساء إلى بقية المناطق الموحدة تحت راية الملك المؤسس - طيب الله ثراه- .

الأميرة سارة أحمد السديري

أكد أستاذ الإدارة والاعلام والباحث في الآثار والتراث، د. سعد بن عبد الرحمن الناجم: قصة الحب المتبادل بين المؤسس والأحساء بدأت مع والدته الأميرة سارة أحمد السديري، المولودة في الأحساء 1860، إذ أن والدته عاشت طفولتها وشبابها بالأحساء وكان والدها ممن تولوا إمارة الأحساء وسكنوا قرية الشقيق.

د. سعد الناجم - اليوم

تابع: لم تنقطع صلة المؤسس بالأحساء قبل التوحيد وبعده، فقبل التوحيد زارها مرارا مع والده الإمام عبد الرحمن الفيصل في محاولات استعادتها، وبعدها وقبيل التوحيد كانت مراسلات كل الأطياف الأحسائية تدعوه لإنهاء الظلم في ظل الحكم التركي.

وقال د الناجم: نعم الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - أيقونة كفاح مواطن كتب الله على يديه تحرر الإنسان في الجزيرة من التبعية، كما نشر العلم الحديث والنماء الحضاري للوطن في وحدة نادرة ونواة صلبة تبقى للعرب طريقا للعودة لأمجادهم السابقة.