عُرفت قرية لينة إحدى مراكز منطقة الحدود الشمالية بأهميتها التاريخية منذ أمدٍ بعيدٍ، كونها معلماً يرصد الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، لاحتضانها مشاهد تراثية دالة على مكانتها الاقتصادية والتجارية قبل أكثر من 7 عقود بمنطقة الحدود الشمالية، إضافة إلى اشتهارها بآبارها التي تتجاوز الـ 300 بئر وآثارها التي يعود إنشاؤها إلى أزمنة قديمة.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن "لينة"، عاشت عصورًا من الثراء الاقتصادي والفني والاجتماعي والتاريخي، وتقع على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة بالعراق بالقرب من درب زبيدة الشهير، وكانت إلى وقت قريب مركزًا تجاريًا مهمًا يجمع بين تجار العراق والشام والجزيرة العربية خاصة من أهالي منطقتي نجد والشمال وكانت مكانًا لالتقاء التجار وأهالي البادية لتوفر المياه في آبارها.
سوق لينة التراثي
تضم لينة سوق لينة التراثي القديم الذي يُعدّ من أقدم أسواق المنطقة، والذي أنشئ عام 1352هـ، ومن الآثار القديمة والمدرجة في كشوفات هيئة الآثار بالمملكة، وهو أحد أهم المعالم التراثية في محافظة رفحاء، وتبلغ مساحته نحو 5,500 متر مربع، و72 محلًا تجاريًا.
تُقدم #هيئة_التراث فعالية عروض الضوء والصوت في قصر الملك عبدالعزيز في #لينة وذلك ضمن احتفالها بمناسبة #اليوم_الوطني_السعودي93#نحلم_و_نحقق pic.twitter.com/9AlkoNhbx6— إمارة منطقة الحدود الشمالية (@NorthborderSA) September 20, 2023
كما طوّرت بلدية لينة السوق، حيث تم تنفيذ بوابة لمدخل السوق بارتفاع ثمانية أمتار، وتركيب حجر عشوائي لساحة السوق، وترقيم المحال التجارية، وعمل "دكات" خرسانية مع ديكور شجري، وتركيب فوانيس إنارة وأسقف خشبية مع أعمدة حجرية أمام المحال، وبوابة أثرية على المدخل الرئيس.
ومن الآثار المهمة التي تحتويها القرية أيضًا قصر لينة التاريخي الذي أمر ببنائه الملك عبد العزيز آل سعود في بداية سنوات توحيده لبلاده عام 1354ــ 1355هـ، ليكون مقرًا للإمارة في المنطقة آن ذاك، وشُيّد القصر على مساحة 4,000 متر مربع، واستخدم في بنائه الطين واللبن والحجارة، وفي كل ركن من أركانه الأربعة برج لأغراض الحراسة والمراقبة، وبجانبه مسجد صنع سقفه من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع تطل عليه الغرف، وغيرها من الخدمات الأخرى.