قرابة الـ 14 عامًا عاش فيها الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود، في قصر المربع، منذ عام 1939 وحتى رحيله عن دنيانا.
كانت تلك السنوات حافلة بالقرارات التي لها علاقة بتنشئة المملكة وتنميتها، ومن بينها إنشاء الوزارات وجميع المصالح الحكومية والأنظمة والقوانين، حتى عد القصر مصنع الدولة وقراراتها، سواء فيما يتعلق بالشأن الداخلي أو الخارجي.
"قصر المربع" الذي يروي حكاية القائد الذي تمكن من أن يحقق للبلاد الأمن والاستقرار والمقومات التي تجعلها اليوم مضرب مثَل للتقدم والازدهار في مشروع المربع الجديد.#دارة_الملك_عبدالعزيز#اليوم_الوطني_السعودي93 pic.twitter.com/TZF3uSWVTR— دارة الملك عبدالعزيز (@Darahfoundation) September 22, 2023
شاهد على التاريخ
شهد قصر المربع التاريخي، منذ إنشائه في عام 1357هـ الموافق 1938م، مراحل تاريخية وأحداثاً رئيسة وقرارات ملكية في تاريخ البلاد .
ومن بين القرارات: إنشاء وزارة الدفاع، والإذاعة السعودية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وإصدار العملة السعودية، والمدارس النظامية، وإنشاء السكة الحديد بين الرياض والدمام، إضافة لإصدار بعض الأنظمة كنظام البرق، والطرق والمباني، والتقاعد، والعمل والعمال، والغرف التجارية وجوازات السفر، كما استضاف عددًا من ملوك الدول العربية والإسلامية ورؤسائها.
#قصور_العز | الباحث والمختص في التاريخ السعودي د.سعد العريفي متحدثًا عن "قصر المربع" #اليوم_الوطني_السعودي_93 #نحلم_ونحقق pic.twitter.com/deFDze4ifm— قناة السعودية (@saudiatv) September 22, 2023
عمارة تراثية
يعد قصر المربع، الذي يضم بين جنباته إرثاً تاريخياً مهماً، من أقدم قصور الحكم بالمملكة، إذ أنشئ قبل أكثر من 89 عاماً ليكون مقرًّا للملك عبد العزيز عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- وإدارته لشؤون الدولة، محاكيًا للعمارة المحلية في ذلك الوقت، ومحتفظًا بفن وطراز التراث السعودي الأصيل، ليبقى شاهداً على إحدى المراحل المهمة في مسيرة تطور المملكة العربية السعودية.
وشيد القصر على مساحة تصل لـ 1680 مترًا مربعًا، في أرض خصبة مستوية تزرع في مواسم الأمطار، وتحيط بها بساتين الفوطة والحوطة من الجنوب، ووادي البطحاء من الشرق، ووادي أبو رفيع من الغرب، وبعض المرتفعات البسيطة من الشمال، وتبعد قرابة الكيلو مترين عن مدينة الرياض القديمة آنذاك، في حين استخدم في عمارة القصر "اللبن، والحجارة، وجذوع ال أثل، وجريد النخل".
#قصور_العز | أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود د.فاطمة القحطاني: "قصر المربع" عاش فيه الملك عبدالعزيز منذ عام 1939م حتى وفاته.#اليوم_الوطني_السعودي_93 #نحلم_ونحقق pic.twitter.com/KB9rUvZaXd— قناة السعودية (@saudiatv) September 22, 2023
تصميم القصر
يتكون القصر من طابقين بُنِيَا على الطريقة التقليدية، إذ يتوسطه فناء تفتح عليه جميع الغرف.
وروعي في تشييده استخدام المواد المحلية، فقد سُمكت جدرانه من اللبن الطين المخلوط بملاط القش المجفف تحت أشعة الشمس، وأسست قواعده من الأحجار المحلية على أعمدة من الحجارة الدائرية المثبتة بالجص وسقوفه من خشب الأثل وجريد النخل.
كما نُقشت جدران غرف القصر المطلية بزخارف هندسية غائرة، وزينت أخشاب السقف والنوافذ بالأشكال الهندسية البسيطة الملونة.
ويضم الطابق الأرضي، المصمم على شكل مربع: الغرف الخاصة بالحرس الملكي، ومخزناً للأطعمة وحجرة خاصة لإعداد القهوة، ومستودعًا للحطب، ومخزناً لأدوات القهوة، بالإضافة إلى مكتب موظف المصعد، وحجرة خاصة بالخدم، ومكتب رئيس الحرس الملكي الخاص ومساعده، وغرف "الخويا".
ويشتمل الطابق الأول، على المجلس الرسمي الصيفي للملك عبدالعزيز إلى جانب المجلس الشتوي، وباحة لضيوف الملك ومستشاريه وجلسائه، ومكتب الشعبة السياسية، وممر يؤدي إلى المسجد الجامع، ومكتب مسؤول شؤون "الخويا"، وحجرات "الخويا" المناوبين ليلاً، ومكتب المعاريض والشكاوى، ومكتب رئيس كتبة الملك، والمصعد، ومكتب البرقيات.