- في مثل هذه الأيّام من كلّ عام يتجدّد في داخل قلب كل إنسان سعودي الشعور بالانتماء والحُبّ العظيم لهذا الوطن الغالي المعطاء ، وهذا الشعور في جوهره ليس بغريب فهو نابع من صدق مشاعر الإنسان السعودي ويشاركه في هذا كلّ من يعيش على ثرى هذه البلاد المباركة وينعم فيها بفضل الله تعالى بالأمن والاستقرار والطمأنينة. ولعلّ ما نراه ونشاهده من تطوّر وازدهار في جميع المجالات نابع من رؤية طموحة وضعت الإنسان ركيزة أساسية في تحقيقها ، وأحد أهم هذه الركائز التنموية هو تطوير منظومة القطاع الصحي ، لاسيّما وأنّ هذا القطاع يلعب دوراً بارزاً في تحسين جودة حياة الإنسان بشكل عام وصحّة المرضى بشكل خاص ؛ لذا كان الاهتمام كبيراً .
- والمُتابع للمستجدات والأخبار اليومية في الشأن الصحي يجد بأنّ هناك وتيرة متسارعة تعمل جنباً إلى جنب مع مختلف الجهات والقطاعات بهدف خلق فرص تحسين ورفع لكفاءة الأداء داخل أجهزة القطاع الصحي لتقديم عمل متكامل ينعكس على جودة الخدمة المقدّمة للمريض داخل أروقة المستشفيات والمراكز الصحية سواء أكانت حكومية أو خاصة ، ومن هنا برز دور التجمّعات الصحية لكل منطقة في المملكة والتي تعمل على الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة لكل شبكة صحيّة تابعة لها ، مروراً بتأسيس برامج التحوّل الوطني للقطاع الصحي والمجلس الصحي السعودي وكذلك ما رأيناه مؤخراً من إنشاء المجالس التأسيسيّة للقطاعات الصحيّة بالمناطق ، ولاشكّ بأنّ هذه الباكورة المتكاملة من الخدمات الصحيّة جاء كنتيجة لخبرات متراكمة تمّ توظيفها من أجل أن يكون هناك خدمة أفضل للجميع سواء المواطنين أو المقيمين ممّن يعاني من مختلف الأمراض والمشاكل الصحية الحادّة والمزمنة ، ولعلّ ما رأيناه من جهود عظيمة ومثمرة في مواسم الحج والعمرة من تراكم في الجهود واستعدادات عالية المستوى لمواجهة أي طوارئ صحية كان له أكبر الأثر بعد توفيق الله تبارك وتعالى في تحقيق نجاحات كبيرة أثمرت في خلوّ جميع هذه المواسم من أي أمراض معدية ، وما سبق ذلك خلال جائحة كورونا كان خير برهان على الأثر الملموس الذي شعر به كلّ مواطن ومقيم.
- وجميع ما أسلفنا ذكره لم يكن ليتحقق لولا فضل الله تبارك وتعالى ثمّ بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والذي أكّد على أنّ ( صحة الإنسان أوّلاً ) وبمتابعة واهتمام من سموّ وليّ عهده الأمين والذي راهن على الإنسان السعودي وجعل منه ركيزة أساسيّة لتحقيق رؤية المملكة وتطلّعاتها الطموحة لمستقبل مشرق ، فما كان بالأمسِ حُلُماً أصبح اليوم واقعاً ملموساً ومثرياً.
@mazen_vip1996