أتاح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، خلال فعاليات اليوم الوطني السعودي الـ93 فرصة لكافة زوّاره التعمق بتاريخ المملكة العربية السعودية عبر لوحة فنّية بعنوان "شواهد العز" التي تستنطق الماضي والحاضر مع أُفق المستقبل، والتي تأتي ضمن مجمل مساهمات شركة أرامكو السعودية في اليوم الوطني الـ93، إذ جمعت اللوحة كافة ملوك المملكة والنهضة الحضارية لكل حقبة زمنية، وكأنها تعيد بريق وأمجاد التاريخ منذ عهد الملك المؤسس إلى يومنا هذا.
اللوحة التي تقلّب صفحات التاريخ وما دوّنته أمهات الكتب، اتكأت على عناصر ورموز عريقة إلى أن باتت أيقونة مبهجة لكافة زوّار إثراء الذين اصطفوا من أجل التقاط صورة مع ملوك المملكة، فما يبدو لافتًا أن الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود- رحمه الله- ، يتبادل أطراف الحديث مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- ما يكشف عن قدرة الفّن الهائلة على استنطاق التاريخ بوصفه مرآة هيكلها الألوان والمضامين، فوسط حفاوةً من قبل الحضور شكّلت اللوحة حالة فنّية فريدة لاقت استحسان كافة الفئات العمرية، إذ ينطوي بداخلها مكنونات تأملية تُلهم المتلقي وتستوقفه لساعات.
"إثراء" يختتم فعاليات اليوم الوطني
جذبت فعاليات مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أكثر من 85 ألف زائر، خلال فعاليات اليوم الوطني 93 التي بدأت 21 سبتمبر حتى مساء يوم السبت الموافق 23 سبتمبر 2023، فيما اتجهت أنظار الحضور إلى العديد من ورش العمل الذي نفّذها المركز والتي تدور حول المهن الحرفية واليدوية، وأخرى تدور حول المشهد المستقبلي للمدن السعودية، إذ لاقت استحسان الحضور الذين تجوّلوا بين بوابة الدرعية ومشروع ذا لاين، وكذلك مشروع السودة للتطوير، وصولًا إلى مدينة نيوم ومشاريع أخرى ذات صلة بالنهضة العمرانية والرؤية المستقبلية لمناطق المملكة.
لحظة اليوم الوطني
تنوّعت الفعاليات بين الأفلام السينمائية والعروض التفاعلية والأدائية، فيما حظيت الألعاب الشعبية بنسبة حضور عالٍ، لارتباطها بذاكرة الماضي، فيما عبّر العديد من زوّار إثراء عن تفاعلهم مع "نغني للوطن" بنسخته الثانية والذي صدح بها مسرح المركز طيلة أيام الفعاليات، حيث غنى الجمهورأشهر الأغنيات بصحبة الأوركسترا وبقيادة المايسترو يحي حسن مساوي، فيما شهدت لحظة اليوم الوطني داخل حدائق إثراء، حشد جماهيري تفاعل مع العرض الأدائي الرقمي.
تاريج اللهجات
للتراث واللهجات الشعبية نصيب داخل أروقة المركز، حيث تمكّن الزوّار من التعرف على 6 لهجات شعبية من مناطق عدة في المملكة، عبر باركود خاص أتاح فرصة التعّرف على اللهجات والاستماع إلى قصص حكايات الماضي وأُحجية الأجداد كلًا بحسب لهجته، وكما باستطاعة المتصفح معرفة تاريخ كل منطقة بلهجة أهلها، وكان الحضور على موعد مع العرضات الشعبية والأغاني التي تروي وحدة المملكة ورفع راية التوحيد على يد الملك المؤسس.
رحلة زاخرة
بسلاسة وانبهار داخل أرجاء المركز، تابع المئات قصة الفُل والليمون، فعبر الشاشات الضخمة كشفت أفلام وثائقية قصيرة مراحل زراعتهما وتحديدًا في منطقة الأحساء التي تشتهر بهذا النوع من الزراعة، كما انتقل المشاهدون إلى رحلة زاخرة استطاعوا عبرها متابعة تاريخ فيلم تخليد فّن القط العسيري إذ توهج بألوانه ورسوماته الفريدة وسط إقبال من محبي الحرف اليدوية وزخارف التصاميم الشعبية.
جذور الماضي
على مدى 3 أيام سجّل كلًا من متحف الطفل ومعرض الطاقة في إثراء حضورًا فريدًا بعد أن بادر في تقديم كل ما يعزز من حب الوطن عبر رسومات وأفكار ولقطات حيّة جميعها مستوحاة من الهوية اوطنية وجذور الماضي، وخلصت كافة العروض بإنتاج كم هائل من لوحات الزوّار ومنتجاتهم، في حين حازت ورشة عمل "صنّاع القوارب" على اهتمام المتوافدين إلى إثراء؛ لارتباطها بتاريخ المنطقة الشرقية، إلى جانب العديد من التحديات والألغاز المصاحبة لذلك، وأختتمت الفعاليات وسط أجواء مفعمة بروح الوحدة والولاء وعلى إيقاعات التغني بأمجاد الوطن.
