@hana_maki00
- كيف يقاس النجاح؟ النجاح هو مفتاح الانتقال إلى مرحلة أعلى، كالطالب الناجح الذي ينتقل إلى صف اعلى. لذا يقاس النجاح بهذا الانتقال وفق التوقيت المجدول له والانتهاء من تنفيذ الالتزامات. وعليه يكون النجاح أوضح انجاز يصف رؤية السعودية 2030 على مستوى المنطقة. فبلدان عدة اليوم لديها رؤية 2030 ولكن هل نجحت هذه الرؤية في تحقيق أهدافها وفق المخطط الزمني؟
- أن المملكة العربية السعودية وخلال السنوات الخمس الأخيرة قد اجتازت الاختبار باحترافية صار يتحدث عنها العالم. فالتغيير الذي يحصل ليس بالأمر الهين أبدا ونحن نعيش مقيدين بقواعد الزمان والمكان والعادات والتقاليد والأعراف واللوجستيات المتوارثة والموارد الشبه بدائية، لذا الخمس سنوات كانت طفرة مرحلية وليست انتقالية ابداً، بمعنى المملكة اليوم وبعد خمس سنوات تحولت الى مرحلة الرخاء الاقتصادي، وتجاوزت مرحلة التمهيد «الانتقالية» حتى أنها ادهشت الجميع بهذا التغير الكبير والسريع والمتوالي الذي هو بمثابة «طفرة»، والذي بالطبع هناك من يراه سريع وغير محسوب لاعتقادهم بعدم جهوزية المملكة له والتي لم تمر بفترة انتقالية على هذا التغيير.
- ولكني أرى أن الأمر يستحق هذه الجرأة في التغيير السريع، فنحن نُحيّد الفترات الانتقالية الى درجة التراخي والفتور، مما يؤخر تنفيذ الرؤى الخليجية، اذ أنها تعتمد على المراحل الانتقالية للتمهيد المرحلي، واحياناً تتحول الانتقالية إلى بيروقراطية يطول اجلها، فالأحداث متسارعة وأي حدث عالمي أو محلي سلبي سيعود بها الى نقطة الصفر. فنحن نجيد أخذ الامور بتروي، وحتى تقبلنا للتغيير يكون ببطئ شديد، ولكن إذا حدث التغيير نحن أكثر من يستفيد منه. لذا يلزمنا الاخذ بالخطط المرحلية مباشرة حتى نسعى إلى تغيير حقيقي، أجل نحتاج إلى شجاعة وجرأة وافكار مبتكرة ومبادرات.
- وهذا ما حدث في المملكة العربية السعودية لعل أكبر انجاز هو تقبل المجتمع السعودي للتغيير وطريقة التعامل معه، انه تغيير فكري ليس بهين، -لاريب فهو «مجتمع فتي» وفق الاحصائيات السكانية الاخيرة-، ثم يأتي الوعي لدى القادة بأهمية التغيير والانفتاح على السياسات الخارجية لتحقيق الهدف، هذان مفتاحي النجاح الأساسي لكل إنجاز يتم تحقيقه، وهو ما أوصل الاقتصاد السعودي للمنافسة، وصار لاعباً كبيراً على مستوى العالم بحسب ما يصفه الإعلام الغربي.
- فعلى سبيل المثال وخلال الربع الثاني من هذا العام وفق بيانات الهيئة العام للإحصاء فإن معظم القطاعات الاقتصادية حققت معدلات نمو إيجابية فالأنشطة غير النفطية سجلت نمو بمعدل سنوي بلغ 6.1 بالمئة، والانشطة الحكومية كذلك تقدمت بنسبة 2.3 بالمئة. وسجل الناتج المحلي ارتفاع في الربع الثاني لهذا العام بلغ 1.2 بالمئة مقارنة بالربع الاول. هذه الارقام لم تكن لتتحرك لو لم يكن هناك تغيير في القوانين والتشريعات وحتى الوجوه القيادية وانماط العمل.
- لذا فحين يسأل سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان،عن التطلعات فيقول»الانتهاء من بعض الأمور في النصف الاول من العام 2024 بعدها ننتقل للاستعداد لتنفيذ الرؤية 2040» فذلك كفيل أن يشرح «قصة النجاح» التي حققتها المملكة من خلال رؤية 2030. ونحن ننتظر بفضول كيف ستكون الرؤية 2040!