برز دورهم بقوة في وقت الأزمات الصحية مثل جائحة كورونا، إذ قاموا بدورهم على أكمل وجه وسط الصعاب والأخطار التي تحيط بحياتهم، إنهم الصيادلة أصحاب واحدة من أهم المهن الطبية.
وفي يومهم العالمي الموافق 25 سبتمبر ، أكد صيدلانيون أن عمل الصيدلي الآن تجاوز فكرة محدودية صرف الدواء فقط، ليصبح عنصر أساسي في الفريق المعالج للمريض.
وأوضحوا لـ "اليوم" أن مهنة الصيدلة تًعد واحدة من المهن الطبية التي تساهم في التقدم والتوعية بسلامة المرضى، وتحسين فهم المرضى لأدويتهم.
الرعاية الصحية
قالت الصيدلي د. منار الزير، إن يوم الصيدلة العالمي يعتبر من أهم وأشهر الأيام التي ينتظرها الصيدلي في العالم أجمع، ويعد هذا اليوم يوم مهم لتسليط الضوء على مهام هذه المهنة ودورها في المجتمع وأهميتها في تعزيز الرعاية الصحية والتوعوية في مجال الأدوية.
وتابعت: "من أهم أدوار الصيدلي هي السلامة الدوائية، فهو الأعلم بالتداخلات الغذائية والدوائية والخطط العلاجية للمريض، ودوره الرئيسي هو أن يصل الدواء الصحيح بالجرعة والوقت المناسب للمريض.
وأضافت "الزير" أنه لازال هناك تحديات تواجه شباب وشابات قطاع الصيدلة، وبالتحديد في المنشآت الخاصة، إذ أن عدد ساعات العمل الأسبوعية مقارنة بالرواتب غير مجزية للفرد.
الصيدلي السعودي
وأكدت: "نرى نحن الصيادلة أهمية النظر للقطاعات الصحية الخاصة من مستشفيات وشركات أدوية بهذا الخصوص، والصيدلي السعودي من شباب وشابات لديهم طاقة كبيرة ورؤية عظيمة في المجال إذا أُتيحت له الفرص المناسبة.
وأشارت إلى أن مهنة الصيدلي مهنة إنسانية عظيمة، ولها دور كبير جدا في رفع وعي المجتمع الدوائي.
الذكاء الاصطناعي
وأكد الصيدلي د. عبدالسلام علي الفوزان، أن الصيادلة يخوضون تحدي كبير في كل يوم سعيا في إيجاد دواء لكل داء، إذ تبدأ رحلة الدواء في مرحلة الأبحاث، ثم بعد ذلك مرحلة التصنيع والإنتاج، وأخيرًا مرحلة ضمان أفضل وأمن استخدام للدواء في المجتمع، وكل هذه المهام يقف خلفها صيادلة أكفاء.
وأضاف: هذه المهنة العظيمة تواجهها الكثير من التحديات من الأمراض وانتشارها السريع، مع الحاجة لأدوية جديدة ذات فاعلية وأمن دوائي أعلى، والتطور الهائل في التقنية والذكاء الاصطناعي والأنظمة الصحية الحديثة يعني أن دور الصيدلي في تجدد وتحديث مستمر.
وتابع بأن الصيدلي تنتظره كل فترة أدوار جديدة مختلفة تطلب دقة ومهارات أعلى، وحينما ينغمس العالم في الماديات تجد أن الممارس الصحي بشكل عام والصيدلي بشكل خاص يقاتل من أجل أن يحافظ على الهدف السامي والنبيل والمندرج تحت مبدأ وفلسفة "المريض يأتي أولا".
تصنيع الأدوية
وقالت الصيدلانية وأخصائي الأمان الدوائي في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود، منى ناصر العنزان، إن دور الصيدلي الأن تجاوز فكرة محدودية عملة بصرف الدواء فقط إلى دخوله كعنصر أساسي في الفريق المعالج للمريض، ومن ثم فتح عيادات تخصصية تُدار من قبل صيادلة متخصصين بشتى المجالات الطبية.
وأوضحت: "أصبحنا نشهد النمو الصناعي في المجال الصيدلي بفتح مصانع تعمل على تصنيع الأدوية محليًا بدلًا من تعبئتها فقط، ولعل جائحة كورونا كانت بداية الانطلاقة أيضًا لعديد من الحلول الصيدلانية التقنية وتعزيز دور الصيدلي في آتمته الصحة، والتي كانت تدور حول فكرة إيصال الدواء والمعلومات الصحيحة إلى مكان تواجد المرضى.
وأكدت أن الصيدلي اليوم أصبح معلمًا بالجامعات، وصيدلي بالصيدليات المجتمعية، وصيدلي إكلينيكي بالمستشفيات، وأخصائي أمان دوائي وجودة لمنع الأخطاء الدوائية، وصيدلي بشركات الأدوية يحرص على توفير الدواء، وصيادلة بالقطاعات التنظيمية والإدارية، كلهم يعملون لهدف واحد وهي صحة المريض.
يوم الصيدلي
وقالت الصيدلانية د. سهام المحمادي: تعتبر الصيدلة واحدة من أهم المهن التي لا يمكن التعبير عن مدى أهميتها بالكلمات البسيطة، ولكنها مهنة طبية نكنّ لها كل الاحترام والتقدير.
وأشارت إلى أن الصيدلة واحدة من المهن الطبية التي تساهم في التقدم والتوعية بسلامة المرضى، وتحسين فهمهم لأدويتهم.
وأكدت أن زيادة معدلات مشاركات الصيدلي في التشجيع على تعزيز السلامة في مجال الرعاية الصحية له الأثر الفعال في صحة وسلامة المجتمع، ويوم الصيدلي هو يوم عظيم نحتفل فيه بمهنة موقرة لها مكانتها ودورها المتميز.
الجمعية الصيدلية السعودية
وقال العضو المؤسس في الجمعية الصيدلية السعودية، أنس حسن زارع، إن الصيادلة اليوم جنود مرابطون في جبهة الدواء، لهم دساتيرهم وأخلاقياتهم ومراجعهم وجمعياتهم وهيئاتهم مع تنوُّع وظائفهم.
وتابع: الصيادلة منهم من يعمل بدأب وهدوء خلف الكواليس ولا يراه المريض أو يدرك دوره ووجوده، ومنهم من يحفظ المستحضرات في ظروفها الملائمة ويقدمها لنا مع إرشادات الاستخدام ويبذل لنا المشورة ويقف في المشافي كواجهة لمهنة إنسانية عريقة غدت صمام أمان في ضبط جرعة الدواء والتأكد من فعاليتها ومأمونيتها وملاءمتها للحالة المرضية وعدم تعارضها مع غيرها.
