أبدى الإعلامي والأديب هاني نقشبندي إعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه الرواية السعودية، مشيرًا إلى أنها وصلت إلى آفاق مدهشة، لأن هناك إقبالًا كبيرًا على قراءتها، إذ سبقت الإعلام في معالجة الكثير من القضايا، فلجأ المتلقي السعودي إلى قراءتها، وكان لا بدّ أن يرفع ذلك من مستواها بشكل عام.
واعترف نقشبندي في تصريح لـ"اليوم" قبل وفاته خلال زيارة قصيرة إلى القاهرة، بأنه كاتب مثير للجدل، وقال إن كل كاتب يُعد مثيرًا للجدل، لأن عنده فكرة يريد طرحها على المتلقي، لكن الروايات ليست مجرد فكرة فقط، بل فكرة ونَص سردي، والروايات الحقيقية هي التي يكون النص فيها هو المثير للجدل، وهذا ما ينطبق عليه لأن تركيزه ينصب بشكل أكبر على النص.
الفكرة والنص الروائي
ويرى نقشبندي أن فكرة الرواية قد تكون بسيطة، ثم يأتي النص ليصنع منها رواية عالمية، مشيرًا إلى أن هناك كُتاب عالميين وعرب أجادوا صناعة روايات قوية من نصوص عادية، مثل تولستوي وإبراهيم الكوني وحنا مينا، بينما تفشل الرواية لو حدث العكس، أي فكرة قوية ونص ضعيف.
وأكد أن عمله الإعلامي أثّر بشكل إيجابي على كتاباته الإبداعية، خاصة بساطة اللغة، وقربها من القارئ، موضحًا أن بساطة اللغة تضفي قوة على النص، عكس اللغة المعقدة التي تجعل المتلقي ينفر من القراءة.
كما أشار إلى أن عمله الإعلامي جعله يتعرف على المجتمعات الأخرى عن طريق كثرة السفر، والتعامل مع المثقفين في الكثير من الدول، وهو ما فتح لديه آفاقًا للكتابة لم تكن لتُفتح لو تعرف على هذه المجتمعات بمجرة القراءة.
وفاة الإعلامي #هاني_نقشبندي عن عمر 60 عامًا.. و"الدوسري" يقدّم تعازيه للتفاصيل | https://t.co/AI01TvcKhX#اليوم pic.twitter.com/6uGJlzy9PU— صحيفة اليوم (@alyaum) September 24, 2023
الخيال جزء رئيسي من الإبداع
وقال نقشبندي إن الخيال جزء رئيسي من الكتابة الإبداعية، وأن الإبداع لا يمكن أن يتوقف عند الواقعية فقط، فلا كتابة دون خيال بشرط عدم المبالغة، فالمبدع الحقيقي لا بدّ أن يجيد المزج بين الواقعية والخيال، بالإضافة إلى "الفانتازيا" التي يمكن أن يستخدمها القارئ لتوصيل قضية جادة وواقعية إلى المتلقي.
وأضاف أن الاحتفاء الحقيقي بالروايات الجيدة لا يكون بمنحها الجوائز، بل بترجمتها ونشرها عن طريق دور نشر أجنبية لأن ذلك سيحقق لها الانتشار والمردود الأدبي والمادي بشكل أكبر من الجوائز.
الجدير بالذكر أن هاني نقشبندي توفي يوم الأحد الماضي، عن عمر يناهز 60 عامًا، وقدّم وزير الإعلام سلمان الدوسري تعازيه إلى أسرته.