@Majid_alsuhaimi
مع التطور الكبير الذي يشهده العالم كل يوم بل كل لحظة في كل عِلم وفي كل مجال ليجعل هذا العالم أسرع وأفضل وأجود، يحمل هذا التطور أخبار جيدة وسارّة للكثيرين كما يحمل في نظر غيرهم أخبارا سيئة , قد يكون بعض الصنف الآخر محقين في سوء هذا التطور أما البقية فهم متوهمون لهذا السوء.
- وسأطرح لكم بعض الأمثلـة حتى لا تقولون أن هـذا الـكويتب يُنظّر علينا بمثالياته الـزائفة، فأقول مستعينا بالله ومسامحاً لـكم حين بدأ التطور التقني وأتمتة الأنطمة خاف الكثيرون على وظائفهم فعمل الإرشيف الـذي كان يحتاج عددا كبيرا من القوى البشرية أصبح أقل من ثلثهم مع الأنظمة والبرامج يؤدي العمل بل وبسرعة وكفاءة أعلـى ,فظن الكثيرون أنهم سيفقدون وظائفهم، بينما على الجانب الآخر نسيوا أن هـذه الأنظمة تحتاج إلى متابعة وصيانة وخطط بديلة ومن يقوم بذلك يحتاج خلفه إلى موظفين يؤمنون له راتبه وتأمينه الصحي وعقد العمل الخاص به وكل هذا يتطلب أعمال أخرى مساندة وبالتالي موظفين، أي أن كل تقنية لا تجلب فقط الخدمة أو الابتكار نفسه فقط بل تجر معها ما نراه وما لا نراه، فمندوب الـتوصيل مثلا يحتاج إلـى من يهيء لـه الـسيارة ويملأها بالوقود ويحتاج فواتير محاسبية لصيانة الـسيارة وبدلاً عن الـوقت الإضافي وتذاكر السفر وتجديد الإقامة ومرآب للسيارات وغيرها الكثير من المهمات التي تتطلب موظفين، فلذلك كل ما زادت التقنيات زادت معها الوظائف ومهما قللت التقنيات من الموظفين إلا أنها تخلق وظائف أخرى .
- هل يوجد موقع إلكتروني استغنى عن المعرض الـتقلـيدي واستغني عن الـباعة بداخلـه بلا أمن لـلـمعلـومات ؟ ولا مسؤول حماية ؟ ولا شركات تصميم ؟ ولا تزويد ومراقبة المخزون ؟ ولا التأكد من سلاسل الإمداد ؟ والتالف ؟ والرجيع ؟ والخطأ ؟ كل هذا يحتاج إلى موظفين يقومون به مهما كان
الأنظمة مؤتمتة.
- أعجبني مقطع فيديو يقول صابحه تركب الطائرة لتسافر بين مشارق الأرض ومغاربها هذه الكتلة الرهيبة من الأطنان في أعالى السماء بين السحب دون أن تخاف لأنك تعلم أن ربانها كابتن طيار متمكن متدرب يملك من المهارات والـقدرات ما يجعلك تطمئن من نقطة الإقلاع إلـى نقطة الوصول , فما بالك بمن يدبر هذا الكون كله أتظنه لا يعلم ما تخشى وتخاف ؟ فالتوكل على الله ثم بذل الأسباب مهم جداً ولكن الكثيرون يغوصون في الأسباب ويتناسون التوكل على مدبر هذا الكون كلة سبحانه وتعالى، ألى كل هـؤلاء وقد يكون كويتبكم منهم إطمأن ولا تقلق فالله دائما معنا برحمته وقدرته التي تفوق كل خيالاتنا . وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً) في أمان الله.