لا يزال حرفيو القطيف يبرزون حفاظهم على الحرف اليدوية والحرص على عدم اندثارها من خلال مشاركتهم الفعّالة في العديد من المهرجانات والأنشطة المحلية والدولية، حيث تُعرض حرفهم كدليل واضح على تميز المهارات اليدوية في القطيف.
روح التراث والحرفية تتجسد في مهنتين موروثتين من جيل إلى جيل، وهما الفخار والحدادة، ويبدأ تعليمهما الأبناء في سن مبكرة.
وأكد الحرفي زكي الغراش، أن حرفة صناعة الفخار توارثها عن أجداده، حيث بدأ عمله منذ الصغر واستمر لمدة 40 عامًا دون كلل أو ملل.
وأشار إلى أنه تعاون مع والده منذ نعومة أظفاره، واستمر في تدريب أبنائه الثلاثة، حيث يحضرون ويتعلمون مهارات الحرفة بشغف وحب، بجانب اهتمامهم الكبير بالدراسة.
وأشار الغراش إلى أنه يصنع العديد من المنتجات الفخارية التي تحظى بطلب كبير في السوق، مثل الأواني الفخارية والشربات، وحب الماء.
تطوير ومهرجانات
لفت إلى أنه قام بتطوير المهنة لتشمل أعمالًا أخرى تتعلق بالإنارة وتجهيزات المنازل.
وشارك الغراش في العديد من الفعاليات والمهرجانات الوطنية والدولية على مدار السنوات، حيث استمر في تمثيل مهنته وصناعته في محافل عالمية، بما في ذلك مشاركته في صناعة الفخار في كأس العالم 2022 الذي أقيم في قطر.
وأضاف أنهم يسعون دائمًا لتطوير صناعتهم، حيث قاموا بتصنيع منتجات متنوعة مثل الأباجورات والأحواض الزراعية بمقاسات مختلفة، بالإضافة إلى صنع الفوانيس والمباخر المزينة بالصدف البحرية والألوان التقليدية التي تعبر عن تراث المنطقة البحري. كما يقومون بتصنيع التحف والأعمال الفنية الصغيرة وغيرها من المنتجات التي يطلبها العملاء.
تعلم الحدادة منذ الصغر
من جانبه، أشار الحرفي عيسى أبو سعيد، بأنه يعمل في مجال الحدادة منذ 32 عامًا، حيث بدأ في المهنة في سن السابعة، وعمل مع والده في صناعة الصفائح المعدنية وتلميع الأواني، ثم انتقل بنفسه إلى مجال الحدادة.
وقال: "رغم عملي في القطاع الخاص، إلا أنني مستمر في مزاولة مهنتي"، مشيرًا إلى أنه علم أبنائه الأربعة مهارات الحدادة لكي لا تندثر المهنة في المنطقة.
وأوضح أنه يصنع العديد من المنتجات المعدنية مثل الأبواب والشبابيك والأسوار والأثاث المعدني، كما يعمل على تنفيذ تصميمات خاصة وفريدة من نوعها حسب طلب العملاء.
ولفت إلى أنه شارك في العديد من المعارض والمهرجانات المحلية والإقليمية، حيث عرض منتجاته وقدراته في مجال الحدادة.
وبين " أبو سعيد" أنه يسعى جاهدًا لتطوير مهاراته واستخدام تقنيات حديثة في عمله، مثل استخدام الآلات والأدوات المتطورة، كما يحرص على تعلم أحدث الصيحات في مجال الحدادة ومتابعة التطورات التكنولوجية لتلبية احتياجات السوق وتوقعات العملاء.