- أعلنت هيئة الإحصاء في الأسبوع الماضي عن آخر تحديثات سوق العمل للربع الثاني من هذا العام، وفي هذا المقال سألقي الضوء على بعض مؤشرات البطالة للسعوديين التي أراقبها بشكل مستمر في جميع نشرات سوق العمل، وسأتطرق لوجهة نظري الشخصية حول تلك المؤشرات كمختص في الموارد البشرية وسوق العمل.
- قبل التطرق لنتائج النشرة الإيجابية التي تعكس أثر الإصلاحات التي تم تطبيقها على سوق العمل، نصيحتي التي أحرص على إعادة التذكير فيها بشكل مستمر هي الحذر من الحسابات الوهمية في منصات التواصل الاجتماعي، والتي تستهدف التشكيك في متانة سوق العمل بالمملكة، والتشكيك في إيجابيات الإصلاحات العديدة التي تمت منذ الإعلان عن رؤية المملكة، والتي تسعى لخلق الجدال بين أفراد المجتمع من خلال زرع السلبية، خاصةً مع كل تطور إيجابي ملحوظ يتم الإعلان عنه في سوق العمل.
- من بين المؤشرات المهمة التي نادرًا ما تناقشها وسائل الإعلام بشكل كافٍ هو معدل البطالة الإجمالي في المملكة، ومن وجهة نظري الشخصية، أعتبر هذا المؤشر من بين المؤشرات الهامة التي تعكس الاتجاهات الاقتصادية التي تعمل عليها المملكة، ونلاحظ من خلال نتائج النشرة، أن هذا المؤشر استمر في الانخفاض بشكل واضح حتى وصل إلى حوالي 4.9% في الربع الثاني من عام 2023م، بانخفاض عن الربع الأول من نفس العام بمقدار 0.2 نقطة مئوية، وبانخفاض بمقدار 0.9 نقطة مئوية عن الربع الثاني من عام 2022م، وهذا يؤكد على قوة الإصلاحات التي تم تنفيذها في سوق العمل بالمملكة، والتي تثني عليها معاهد ومنظمات عالمية متخصصة في الاقتصاد وأسواق العمل.
- معدل بطالة السعوديين انخفض بمقدار 0.2 نقطة مئوية بالمقارنة مع الربع الأول من نفس العام ليصل إلى 8.3%، وصاحب ذلك انخفاض في معدل البطالة للسعوديات بمقدار 0.4 نقطة مئوية ليصل إلى 15.7% مقارنة بالربع السابق من نفس العام، وفيما يخص معدل البطالة للذكور السعوديين فقد سجل استقراراً عند 4.6% مقارنة بالربع السابق، وتلك المؤشرات تعكس أثر العديد من القرارات الإيجابية التي تم تطبيقها في سوق العمل كقرارات التوطين النوعية، وكوجهة نظر أرى أن الاستمرار بالمحافظة على معدلات بطالة ما بين 8%-9% حتى عام 2025م هو التحدي الأكبر.
- وفقاً للمناطق الإدارية، نجد أن بطالة السعوديين في مناطق الشرقية والرياض ونجران سجلت أقل من المعدل العام لبطالة السعوديين «الشرقية 6.4% ، الرياض 6.6% ، نجران 6.7%»، وأعلى معدلات البطالة للسعوديين نجدها في منطقتي الباحة وجازان «الباحة 13.2% ، جازان 11.9% «، وحتى يتم السيطرة على معدلات البطالة مناطقياً بشكل سريع، ينبغي إتاحة المجال ورفع المرونة في الصلاحيات بشكل أكبر للجان التوطين في إمارات تلك المناطق، ووضع استراتيجيات خاصة وقصيرة من خلال استغلال الميز التنافسية لتلك المناطق.
- بناءً على معدلات البطالة للمواطنين السعوديين وفقًا لمستوى التعليم، يظهر أن معدلات البطالة للذكور مازالت تتركز في التعليم الثانوي، بينما تتركز لدى الإناث بشكل كبير في الحاصلين على شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها، وذكرت في أكثر من مقال أن التعامل مع هذا المؤشر ليس بالسهل، ولذلك من المهم وجود برامج لتحويل المسار التخصصي للمتعطلين عن العمل في التخصصات التي تشبع منها سوق العمل أو يقل الطلب عليها، والتركيز على برامج «التدريب على رأس العمل» خاصة في المهن والتخصصات الفنية.
- ختاماً؛ الوصول لتلك المؤشرات في سوق العمل رغم كل الظروف المحيطة يعتبر أمر مميز جداً، وحتى نبني قاعدة قوية لتلك المؤشرات من المهم أن لا ننحرف عنها بعيداً لمدة سنتين كأقل تقدير، و كمقترح شخصي أرى التريث في تطبيق المرحلة الثالثة من برنامج نطاقات المطور وذلك بتأجيله لمدة سنة قادمة.