القضية الفسلطينية عمرت طويلاً، وكابد الفلسطينيون، طوال عقود وسنين عجاف، العنت وأصناف العذاب والفقر والعوز وذل المنافي.
السؤال الملح: لماذا حلت كثير من المشاكل وبقيت القضية الفلسطينية، على الرغم من كثرة الوسطاء والحلول؟
الإجابة: لأن القضية الفلسطينية تخطت كونها قضية أرض محتلة وسكان مشردين، بعد أن تحولت لـ«سوق تجاري»، الكل مستفيد ويتاجر، الإسرائيليون المتاجرون بالعذابات اليهودية والمنظمات الفلسطينية المتاجرة بدموع الفلسطينيين من حقبة المنظمات الشيوعية الاشتراكية «الروسية»، مثل: الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، إلى حقبة المنظمات «الأمريكية» التي تأسست بموافقة واشنطن وتل أبيب، مثل: حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، وحقبة الأنظمة الفاسدة (مثل أنظمة الأسد وصدام والقذافي)، والمنظمات التابعة. وكان الجميع يرفعون شعارات تحرير فلسطين لتغطية سوءاتهم والمتاجرة بالقضية، ويضاف لهم المتطرفون الأيديولوجيون من كل طرف.
إذا كان المنظمات الفلسطينية مستفيدة من القضية، والأحزاب الإسرائيلية المتطرفة مستفيدة، لماذا إذاً تحل القضية؟.
قبل أسبوعين، اشتعلت النيران في ملابس المتاجرين، من كل الأطراف، لأن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحدث عن قرب التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية وبدء علاقات مع إسرائيل. وبدأت مكائن التجارة حملة تشويه للمملكة وتخوينها.
لماذا؟
إذا حلت القضية الفلسطينية، فالرابحون هم الموطنون الفلسطينيون، والخاسرون هم المتاجرون الذين اتخذوا من القضية «وظيفة» تدر عليهم المناصب والأموال والإثراء والليالي الملاح. وكثير منهم لا يجيدون إلا «وظيفة» المقاومة والخطابات الضجاجة وشعارات التخدير والتخوين.
مثلاً زعيم «مقاوم» تفتح له المنابر والسجاد الأحمر، وترفع صوره في الميادين، ويسير بمواكب مسلحة وحرس، وخدم وحشم، يمن ويعطي ويسجن ويكافيء. إذا حلت القضية، وكسدت «السوق»، والمنابر، سوف يعاني البطالة والتهميش، ولن يجد حتى وظيفة. هذا سوف يقاوم أي حل، بكل حجة وبكل عذر، دفاعاً عن مصالحه ووظيفته، وسيرفع الشعارات المنافقة مثل «تحرير فلسطين من النهر للبحر»..إلخ.
إذا حلت القضية، فإن بنيامين نتنياهو واسماعيل هنية وحسن نصرالله وفروخ المنظمات الفلسطينية، وكل المتاجرين سوف تكسد بضائعهم ويغيبون في عوالم التهميش والنسيان والبطالة.
وتر
المتاجرون..، يستعرضون البنادق، ويتولعون بالميكروفونات والمنابر..
ويحاربون كل أحد، إلا العدو
فيما الثلكى تعايي الدمع وسهدها الطويل..
والبساتين الخضر رماد
وأغصان الزيتون مسحوق يذرى في ليالي المقاومين الفارهة..
@malanzi3