يشهد الاقتصاد الصيني حالة من الاضطراب منذ سنوات وهو ما يهدد جهود التنمية الصينية بل والتحضر في الصين من الوصول لخط النهاية مبكرًا خلال هذه المرحلة وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الضرر لقطاع العقارات المتعثر، وفق ما أوردت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وقال الخبير الاقتصادي الصيني، هاو هونج، الذي يشغل منصب كبير الاقتصاديين في شركة "جرو إنفيستمنت": "قد يستغرق إصلاح القطاع العقاري عدة سنوات أو حتى عقدًا من الزمن. والسبب هو أننا قمنا ببناء عدد كبير جدًا من المساكن للشعب الصيني”.
توقف عملية التحضر
وأضاف هونج: ”كما أن عملية التحضر الصينية، التي كانت تتقدم بسرعة كبيرة في السنوات العشر الماضية، قد توقفت”. ويعاني سوق العقارات في الصين من تراجع ثقة المستهلك، كما حدث مع عملاقي العقارات "إيفرجراند" و"كاونتري جاردن" الغارقان في مشاكل وديون.
أزمة شركة إيفرجراند
وأعلنت إيفرجراند التي عجزت عن السداد في عام 2021 بعد أزمة سيولة أنها ستؤجل اجتماع إعادة هيكلة الديون الذي كان من المقرر عقده يوم الاثنين بينما تتأرجح كاونتري جاردن قريبًا منها. وأشار هونج إلى أنه تم بيع عقارات صينية بقيمة 18 تريليون يوان (2.46 تريليون دولار) قبل عامين لكن هذا الرقم يصعب الوصول إليه الآن وسط حالة الاضطرابات الحالية ما يقول أن الوصول إلى نصف هذا الرقم أمر جيد. وذكر هونج إن الوصول في 2023 إلى تحقيق 10 تريليونات أو حتى أقل بما قيمته خمسة إلى ستة تريليونات يوان سيكون أمرًا جيدًا وسيعتبر المراقبون السوق محظوظًا.
انخفاض أسعار المنازل
انخفضت أسعار المنازل الجديدة في الصين في أغسطس بنسبة 0.3% على أساس شهري مما أدى إلى استمرار تراجع سوق العقارات. ويمثل الرقم أيضًا انخفاضًا بنسبة 0.1٪ مقارنة بالعام الماضي2022. وقبل أيام حذر مسؤول صيني سابق من أن سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة لن يتمكنوا من موائمة المعروض وملء الشقق غير المأهولة في أنحاء البلاد، لأن العرض هنا يفوق الطلب. وبالتفصيل قال هي كينج، النائب السابق لرئيس مكتب الإحصاءات الصيني: "هناك الآن فائض في المعروض من العقارات... 1.4 مليار شخص قد لا يتمكنون من العيش فيها".
تعافي مخيب للآمال
كل هذا جعل قصة التعافي الاقتصادي في الصين بعد كوفيد-19 مخيبة للآمال، على الرغم من أن بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لشهر أغسطس تسارعت مع نمو أفضل من المتوقع.
كيف يخرج الاقتصاد الصيني من كبوة أزمة العقارات؟
قال هونج: ”بمجرد أن يعيد الناس ضبط توقعاتهم وكذلك إعادة هيكلة الاقتصاد من أجل النمو بشكل قوي كالسابق ودعم الصناعات الأخرى بدلا من الاعتماد في الغالب على قطاع العقارات لتحقيق النمو فعندئذ سيكون لدينا في الواقع اقتصاد صيني أفضل وأكثر صحة من ذي قبل. وفي الواقع فإن عدم وجود قطاع عقاري صيني ضخم أمر جيد للاقتصاد الصيني في المستقبل".
