- إن الإجابة عن عنوان هذا المقال، والذي يعد إحدى المقالات الهامة بالنسبة لي التي أردت من خلالها أن أبين أن العمر الحقيقي للإنسان هو ما أنجزه من مهام وما قام به من أعمال، وبعبارة أخرى أستطيع أن أقول إن العمر الحقيقي للإنسان هو ذلك العمر لكل شخص ناجح يدرك حقيقة الزمن وقيمة العمل.
- إن عمر الإنسان هو ميدان وجوده، فيجب أن يكون مثالياً في استثمار وقته حتى يستطيع أن يحسب العمر الحقيقي له، فالعمر ليس بعدد السنوات التي يعيشها الإنسان، بل بكم الإنجازات التي يقوم بها
ويجب أن لا تُضيع عمرك فيما لا طائل من وراءه، فإنك لا تدري متى تقف دقات قلبك، ويجب كذلك أن تضع نصب عينك أن وقتك هو حياتك ورأس مالك.
- والناظر إلى سِر الناجحين من العلماء وأصحاب المصانع والشركات وغيرهم من التجار يرى أن السبب الحقيقي فيما وصلوا إليه أنهم استطاعوا أن يكونوا في صراع مع الزمن، فأدركوا أهميته وخططوا التخطيط الأمثل لاستغلاله وفق برامج مدروسة في أزمنة محسوبة قاست عمرهم الحقيقي، واستطاعوا أن يطيلوا عمرهم الإنتاجي وجعله يعمل لصالحهم، وحولوا أحلامهم إلى واقع ملموس وواضح وضوح الشمس في كبد السماء.
هناك من يحلم وهناك من يقفز من سريره مبكراً لتحقيق حلمه والسعي وراء هدفه فعليك أن تختار الطريق الذي يناسبك وما إذا كنت تريد أن تقف في الصفوف الأولى أو أن تستيقظ متأخراً، فتلحق بآخر الصفوف، إن من يعلم ويدرك أن الساعة التي تمر عليه دون إنجاز هي خسارة هو شخص أراد النجاح لذا حاول أن تستغل دقائق العمر فضلاً عن ساعاته وأيامه فالدنيا ليست دار راحة واستقرار ولهو وغفلة والأخذ بسفاسف الأمور، بل هي دار عمل واجتهاد وسعي حثيث نحو التقدم للوصول إلى الأعالي، والحريص على استغلال وقته ينبغي أن يرتقي بفهمه وهمته في الحفاظ على وقته، حتى يصل إلى أعلى درجات الكمال فهو إن لم يكن في تقدم فهو في تأخر.
- الوقت يمر أسرع من السحاب والقوة الحقيقية في العمل أن لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد، وأن تعمل وتطبق حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اغتنم خمساً قبل خمس، وذكر منها وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك فجميع المصالح تنشأ من الوقت فمن ضيعها، فقد ضيع مصالحة وعطل أيامه، ولا شك في أن هدفك في الحياة يجب أن لا يقتصر على الأكل والشراب فقط لذا يجب عليك أن تعمل وتستغل أوقاتك بكل همة وشغف حقيقي لتستغل كل ساعة تمر عليك في عمل نافع ومفيد وهنا تستطيع أن تشعر بعمرك الحقيقي وبما حققته من نجاحات.
- إنني أطرح هذا الكلام على الساحة الآن وخاصة على الشباب راجياً أن يكون لهم معين على الطريق، وأن يكون حافزاً لأصحاب الهمم والعزائم في هذه الأيام التي تقاعس عنها الكثير، وأصابهم الكسل والخمول، وهذا ما نراه واضحاً من نتائج على أرض الواقع متمثلة من ضعف وتأخر كثير من الشباب في ميادين كثيرة.
وخلاصة القول، نستطيع أن نقول إن العمر هو منحة ربانية يجب استغلالها قبل دنو الآجال وإياك والتسويف لأنك بذلك تختزل من عمرك الإنتاجي، وتضيع بصمتك الحقيقية التي لها القدرة بأن تطيل عمرك القصير.
*جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwaiti