- سياسيا واقتصاديا واجتماعيا , الكل يتحدث عن التأثير , لكن القليل جدا من يُجيد صناعته ، التأثير جانب من الحياة يعمق المعاني ويتجاوز كل الحدود ، أبعد من المنتج وأعمق من التسويق ، عندما نتحدث عن التأثير، نتحدث عن القدرة على تغيير حياة الآخرين ، والقدرة على ترك بصمات في حياة الأنسان ثم المجتمع ليمتد ذلك التأثير الى ارجاء الكوكب... من المؤكد أن التأثير ليس مقصوراً فقط على من يمتلك القدرة على التأثير، بل ينتقل أيضاً إلى الأفراد الذين يتلقون هذا التأثير ، فعندما يشعر الناس بالإلهام والتحفيز والشغف ، يرتقون إلى مستوى أكبر من الطموح والإبداع، وبالتالي يساهمون في بناء العالم من حولهم... هذا باختصار ما حدث لكوكب الارض مع بزوغ عصر الامير الملهم ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» .
- وانا هنا اجزم ان التاريخ الحديث سيدون هذه المرحلة مستقبلا بالشكل التالي ، قبل عصر محمد بن سلمان واثناء عصر محمد بن سلمان ، واسباب الجزم ترتكز على حقائق وشواهد لا يمكن اغفالها ، فالامير الشاب انجز تحولات كبيرة في مجالات عديدة اختصرتها شخصيا بالسطور التالية ، اولا اطلاق رؤية 2030 وهي رؤية استراتيجية للتحول والتنمية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة ، رافقتها خطوة ثانية مفصلية وصادمة للجميع وهي حرب ضروس متصاعدة ضد الفساد ، مهما كان مصدره او شكله ، حيث شهدت المملكة اكبر حملة لمكافحة الفساد في تاريخ المنطقة والعالم وهي خطوة تصحيحية كان يعتقد الجميع وانا منهم انها ستأتي متأخرا الا انها انطلقت مع الرؤية وشكلت معها تؤام اصلاحي غير مسبوق ولن يتكرر ، اما التحول الاقتصادي فهي ثالث اضلاع مثلث انطلاق الرؤية ، باتخاذ خطوات عملاقة نحو تنويع الاقتصاد والابتعاد عن مرحلة الاعتماد الكلي على النفط، حيث شهدت توسعا في قطاعات العلوم والصناعة والزراعة والسياحة والثقافة والترفيه والرياضة والطاقة المتجددة .
- كما شهدت المملكة حزمة من القرارات الاقتصادية الجريئة المتمثلة باعادة تشكيل قيمة الضريبة والرسوم ، بهدف تعزيز الاقتصاد وتحقيق الاستدامة المالية ورسم ملامح اقتصاد الدولة الحديثة ، الخطوات الداخلية السابقة تزامنت مع خطوة اعادة رسم العلاقات الدولية في الكوكب وولادة مفهوم القطب الاوسط بعد عقود طويلة من هيمنة مفهوم القطبين الشرقي والغربي ، العلاقات الخارجية تجاوزت العلاقات الخارجية بين السعودية والعالم لتشمل هندسة العلاقات الخارجية بين دول العالم ومحاوره المختلفة واغلاق الملفات العالقة المعرقلة للسلام والتنمية ، هذه الثورة المبهرة اعتمدت كليا على الطاقات الكبيرة لأبناء الشعب السعودي حيث تزايد الاهتمام بالشباب والمواهب والكفاءات السعودية بإطلاق العديد من المبادرات والبرامج لتمكينهم وتطوير قدراتهم واستثمار طاقاتهم ، وبدأ العالم يتعرف على اسماء سعودية من الوزن الثقيل انطلاقا من الارض وحتى الفضاء واكتسح مفهوم (شعب طويق ) الذي يشير للشموخ والانجاز والمنعة ارجاء العالم ، السعودية الحديثة امتداد جغرافي وتاريخي وفكري للوسطية لذلك اصبحت مكافحة التطرف باشكاله المختلفة سمة المرحلة ، التطرف الديني والاخلاقي ، وسطية عادلة متوارثة ضد التطرف والانحلال ، بهدف الحفاظ على الصورة النمطية المشرفة وتحقيق المزيد من الاستقرار وتحقيق وحدة المجتمع ، ثم تأتي خطوة ارساء وترسيخ مفهوم تعزيز الشفافية والحوكمة من خلال سلسلة من الاصلاحات المستمرة ، ما تقدم خطوة في مسيرة نحن شهود عليها...