- الحسد كما يعرف الجميع مرض نفسي واجتماعي وقد يستغرب البعض إذا قلنا أنه مرض عابر للمجتمعات، وأكثر من أنه أي الحسد مفرق بين الناس، وخالق حواجز وحالات من عدم التفاهم بين مجموعات بشرية هي في الأصل ذات ثقافة، وتاريخ واحد في الغالب. استعنت بهذه المقدمة للكم الهائل من التعليقات المصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع شعر سبتمبر ٢٠٢٣ في أعقاب تعرض سائح خليجي للاعتداء في تركيا. التعليقات جاءت من مسارين أصيلين أو أساسيين الأول مسار من يملك تراكم من المواقف من الصور، والأفكار، والمواقف ضد أهل الخليج لمجرد أنهم من دول معينة، ويتمتعون بثقافة متجانسة، وأنعم عليهم الله تعالى بأنظمة سياسية مستقر وحالة جيدة من الوفرة، والرفاة الاقتصادي.
- أول تلك المقاطع من شخص يبدو أنه من دولة عربية مجاورة لدولة السائح الذي تعرض للاعتداء في تركيا هذا المخلوق صمم سلسلة مقاطع تقابل خلالها مع كل الأطراف التي اعتدت على السايح الخليجي ويقول أنه عمله ذات من اجل التوضيح لوجهة النظر الأخرى التي لم يستمع رايها أحد، ويكيل بشكل غير مبرر ولا يخلو من مواقف غير طيبة التهم للسائح الخليجي الذي تم الاعتداء عليه و تعمد من اعتدوا عليه إهانته أمام أسرته، وأمام الله وخلقه كما يقولون، الغريب أن هذا المخلوق يذهب ويعود مبرراً الاعتداء على الرجل بأن السائح يملك الكثير من الدولارات، وأنه جاء إلى تركيا لمحاولة استعباد الناس بثروته، المرفوض والغير مقبول في قول هذا المخلوق أن السائح الخليجي يتصف بالجهل، وكثرة المال، وعدم احترام ومعرفة شيئ اسمه نظام، أو نظافة. عربي آخر يبدو إنه يعيش في بلد أوروبي يطلق لحيته بشكل غريب وهذا حقه ويربط شعره في مؤخرة رأسه، ويرتدي كم كبير من الأساور، والسلاسل في حلقه وهذا أيضاً من حقه الذي ليس من حقه بكل تأكيد التقرير على السائح الخليج بأنه قادم من بيئة لا تعرف النظام، وتقوم على استعباد العمال الآسيويين، لدرجة أنه تهكم ناصحاً أهل الخليج بأن يذهبوا للسياحة في الهند، ودول آسيا لأن تركيا والدول الاوروربية كما زعم لا ترحب بالسياحة الجاهلة القادمة من منطقة الخليج.
- في ملاحظتي الشخصية أن المعلق الأول كان متأثر في نظرته لأهل الخليج بمنظومة مغالطات وأكاذيب زرعت في عقول بعض العرب لإخوانهم في الخليج، أما المعلق الثاني فلم أجد تفسيراً لهجومه سوى حاسداً ظاهراً والعياذ بالله.