@ghannia
- كنا في مادة العلوم ندرس تصنيفات بعض الكائنات وخصائصها وأن كل خاصية أو صفة في كائن معين تعينه على الحفاظ على نوعه من الانقراض والاستمرار في الحياة ، فالمخالب الطويلة سلاح فتاك يهدف لتسهيل عملية اصطياد الفريسة وتقطيعها ، بالإضافة لحفر الأرض بحثا عن الطعام وهذا الكائن يتعايش مع تلك المخالب المهمة في حياته ولاتشكل له أي عائق ، حتى الفطريات والجراثيم المتكونة في داخلها جزء من جمال حياته !
- لكن الذي لا أفهمه عندما أراجع مؤسسة خدمية ويفجعني ! منظر الموظفة وهي بالكاد تحاول بأضافرها ( الدق) على حبات لوحة مفاتيح الكمبيوتر وكأن مخالبها آلة عزف جديدة بأصوات حادة تشعر السامع بالقشعريرة ! والمصيبة العظمى عندما تكون « ذات المخالب « تعمل في المجال الصحي وعوضا أن تكون سببا في العافية تقتلنا وهي لاتشعر ! فتلك المخالب التي يزيد طولها عن الحد الطبيعي وأصبحت تعادل الأصبع في طولها ! أثبتت الدراسات أنها تحمل نوعا خطيرا من البكتيريا يسمى MRSA يصيب السيدات بحسب مانشرته شبكة CNN حيث أكدت الدراسة أن هذه البكتيريا تكمن خطورتها في أنها تقاوم المضادات الحيوية وتسبب التهابات شديدة ، أما أصحاب متلازمة « قضم الأضافر « والذين يلجأون إلى الأضافر الصناعية فإنها تتسبب في الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية نتيجة عدم تعقيم الأدوات المستخدمة في تركيبها كما أن تكرار وضع الأضافر الصناعية « الأكريلك» يؤدي إلى تغيير لون الأضافر الطبيعية وإيقاف نموها ، أما أصحاب المخالب فإنهم لم يفكرو ملياً فيما يقول مختصو المظهر! قبل المضي في قرارهم ! وهل تناسب المخالب أصابعهن أم لا ؟ وإلى أن تحين موضة الأضافة القصيرة فإني أبشرهن بمظهرهن الرائع الصحي الآمن المريح للعين ، وبخاصة الموظفات منهن سواء في القطاع التربوي أو الصحي أو الأعمال التي تحتاج التركيز فإن الألوان الصارخة مزعجة ليس لصاحبتها فقط بل حتى لزملاء العمل ! أما تلك الأضافر الصناعية المتشبثة بالأضافر الطبيعية و الأصباغ العالقة فيها فهي تمنع الوضوء من اكتمال أركانه.
- ومن أهمية مجال الأضافر افتتحت المراكز المتخصصة فيه فلاغرابة أن تدخل صالون تبحث فيه عن مصففة شعر أو صاحبة لمسة « ميكأبية « سحرية فلا تجد إلا متخصصات الأضافر ولاأدري هل يتخرجن من كلية الأضافر ! أم هو الفن الجديد وتقليعاته الحتمية، وبالمناسبة فإن « المناكير» هو طلاء اللك « ورنيش « وهو نسخة منقحة من الطلاء المستخدم للمركبات والعهدة على قوقل ! أما كلمة « مناكبر « فهي فرنسية MANUCURE تدل على الرعاية ! وإن كان معجم اللغة العربية يرجع أصلها إلى ثلاثيها « منكر « وجمعها « منكور «، وفي الأدب العربي بحثت عن أبيات شعراء الغزل في مدح الأضافر والتغزل بها فلم أجد بيتاً واحداً ! وإن كان الجمال يتبدل من جيل لآخر ومن مجتمع لمجتمع فمازالت الأضافر ليست في قائمة مقاييس الجميلات ! فلم أرى عارضة أزياء تشير بيدها وتهز أضافرها لتلفت أنتباه الجماهير !
- وأخيراً تعتريني الابتسامة والفرح عندما أشاهد يد الصغيرات بأضافرهن التي لاتكاد ترى وهي مخضبة بالحناء أو مطلية با» المناكير « ! وأتخيلني وأنا أمسك باحداهن وهي فرحة بمجاراة الكبار :
جاءت لوالدها يطلي أضافرها.. والحسن من فرح يعلو محياها
فهب طوعا إليها وهي ترمقه.. تكاد تأكله في الحب عيناها