- علامات المدن: قصر الإمارة والمسجد والبلدية والجامعة والصحيفة والمستشفى والسوق.
إذا ما اجتمعت هذه العلامات، تكونت المدينة، لتشق طريقها إلى الحياة.
في المنطقة الشرقية، شكلت البلدية (التي سميت لاحقاً بـ«الأمانة») وصحيفة «اليوم»، هوية المنطقة الحضارية والفكرية، ولكل منهما نصيب من النجاح والتألق والتوعك والمصاعب.
- الأسبوع الماضي، عُقِدت «ندوة مشتركة» بين الأيقونتين، الصحيفة التي تكافح أطوار التحولات ونوبات الدهور، والأمانة التي تواجه مصاعب مماثلة تقريباً، لكنهما بدلاً من الاستكانة للعن الظلام والزمن ومنغصاته، بدأتا رحلة تحول صعبة لتشقان عباب الأمواج العاتية وتبحران إلى المستقبل.
وأفرحني رئيس مجلس إدارة «دار اليوم»، الاستاذ الوليد بن حمد آل مبارك، أن الدار مصممة على مقاومة المعضلات الكأداء وتجاوز الموانع التي تداهم الصحف، بتفعيل جدي ومهني لمواهبها وتاريخها وإمكاناتها، وإيجاد مخرجات وموارد جديدة، للتغلب على مهددات التسونامي الذي قضى على آلاف الصحف في العالم، كأن لم تغن بالأمس.
- وسعدت أن أمين المنطقة الشرقية الاستاذ فهد الجبير، يتحدث عن فكر جديد، وأيضاً تفكير بتفعيل عبقرية المكان وإمكاناته لإعداد المدن للغد، رغم أنني ودائماً، أصر على أن تأسيس مدن جديدة في الضواحي ونقل تدريجي للمؤسسات ذات الكثافة البشرية، أجدى من الترميم، لأن ترميم المدن القديمة مضيعة للوقت والمال ومسكن مؤقت للمشاكل التي لا تلبث أن تعود مجدداً.
- وسعدت أنه بدأ التفكير المهني والجدي بالبحر والمواصلات البحرية، وسياحة المراكب، رغم أن ذلك قد تأخر نحو نصف قرن، لكن الجيد أنه لم ينسى وحان الوقت لإحيائه، فالبحر كنز مدن السواحل وسر تفوقها، فما بالك بمنطقة نسجت مدنها، مثل هجر والقطيف، علاقة مؤثرة بالتاريخ، وحتى المدن غير الساحلية أيضاً، وقرية مثل ثاج، كانت يوماً مدينة ثرية شهيرة، وعلامة في الجغرافيا قبل ثلاثة ألاف عام، كل تلك ميز اقتصادية كامنة مهمة.
- وجهود الأمانة جيدة في مجالات كثيرة، لكن ما ليس بالجيد أن أحياء، مخططة ومعتمدة منذ عقود، مما تعدون، لم تصل إليها الحياة، فيما مخططات نهضت وتألقت بعمر الخمس سنوات، ولا يبدو يوجد جواب مقنع، سوى أن ذلك قضاء وقدر.
وتر
السرى، يصاحبون أقماراً وعيس مدلجات
يعبرون الدهناء، ورياض الصمان الخصيبة
والسباخ، وواحات الخمائل..
لينسجوا وصلاً بين الماء وخبوت الصحاري..
@malanzi3