- العتاب هو صابون القلوب كما يقولون وهو مثل معروف تناقلته الألسن وتوارثته الأجيال لأن الاختلاف بين البشر وارد وبالتالي سيكون هو أول محطات التصحيح وخطوات الإنصاف بين المتعاتبين بل هو مفترق طرق استخدموه عند الغضب كما استخدموه عند الحب وبالتالي أضحى النقد وسيلة تنقلك إلى غاية تفيدك في معرفة نقاط الضعف أو نقاط القوة ومن ثم معالجتها وهذا هو السلوك الصحي طالما الهدف التعلم والتعليم .
- العتاب والنقد عنصران متلازمان يصدران غالبا على قدر المحبة وإن كان غير ذلك فلا يخلفان غير البغض لأن من المعلوم أن هناك فرق كبير بين النقد والحقد وبين النصيحة والفضيحة كما أن هناك بون شاسع بين نقد يبني الشيم ونقد يهدم القيم ولكليهما ضوابط وبينها معايير معينة وما توجهه للصغار يختلف عما تقوله للكبار إذ لكل فئة مفردات وخطوات تناسبهم دون غيرهم وهو كالدواء المر أو الحلو الذي يستخدمه الطبيب لعلاج المريض وليس للتخلص منه والماء بطبيعته إذا كثر لا يضره ما أصابه من درن ! .
- والحقيقة فإن التعامل مع المعاتب له مهارة ودراية وبما أن لكل إنسان مشاعر فلا بد أن يتعرض لذلك في أي مرحلة من مراحل حياته إلا بعد الموت ولات ساعة مندم ولم يسلم من ذلك أحد حتى الأنبياء عليهم السلام ونبينا وحبيبنا خاتم الأنبياء عاتبه ربه جل وعلا في كتابه مرات وعلى درجات تمثل قمة الإعجاز العلمي في آيات تقرأ إلى قيام الساعة كعتابه له عليه السلام في سورة التوبة عندما أذن للمنافقين التخلف يوم العسرة {عفا الله عنك لم أذنت لهم ..}.
- وبطبيعة الحال فمعظم الناس لا تقبل النقد في أغلب الأحوال وبالذات الذين ترسخ في تربيتهم أن الأب ما يغلط والأستاذ سوبرمان .. وإلا فالحباب بن المنذر الأنصاري رضي الله عنه مثلا يوم بدر أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير موقع نزول المسلمين فوافق رأيه وهو لم يكن رائدا في حزب ولا رئيس أركان في جيش ولا قائدا عسكريا في كتيبة وفي عموم هذا وذاك فمن يحسن الظن بك فسيجد لك عذرا دون النظر إلى تلك القلوب المزروعة بالألغام وبالتأكيد فإن مرد تقبل ذلك الخلاف والاختلاف يعود إلى درجة الثقافة ومستوى الوعي بالإضافة إلى درجة الظروف المساعدة التي يمتلك فيها الناقد أدواته الدلالية والمعرفية .
- رحم الله من أهدى إلي عيوبي
@yan1433