- عملت سابقاً في إحدى الجهات الحكومية التي تتعاقد مع شركات وافدة للقيام ببعض الأعمال العادية من بحث وكتابة وتحرير وتجهيز ملفات محددة وغير ذلك من أعمال ليست بتلك العبقرية حتى نتعاقد معها من الخارج ونعطيها مبالغ باهضه لا تستحق نصفها، والغريب أن أغلب تلك الشركات تضم شباب وشابات من صغار السن الوافدين الذين ليست لديهم أدنى خبرة في التعامل مع تلك الملفات؟
- خلاف ان هؤلاء يجهلون طريقة العمل الصحيحة بحكم غربتهم عن البلد وجهلهم بنوعيات الأعمال والحلول المناسبة التي يمكن أن تخدم تلك الجهات وقس على ذلك الكثير من الشركات التي تعمل لدينا تحت مسمى ( استشاري ) وهي لا تفقه شيئاً بل تعتمد على المواطنين والمواطنات العاملين في تلك الجهات لمساعدتهم ( من باب الفزعة ) وحل الكثير من المعضلات التي تواجههم، ولا أدري على أي أساس يتم الاتفاق معهم أو حتى تصنيفهم تحت مسمى استشاري، بالطبع لا أقصد بعض الشركات المتخصصة التي تقدم أعمالاً مهمة يستفيد منها البلد وتضم خبرات كبيرة نستفيد من وجودها سواء من ناحية نقل التقنية أو نقل الخبرات في مجالات محددة.
- أقولها بكل صراحة أغلب تلك الشركات لا نحتاجها لأنها لا تقدم شيئاً مفيداً للبلد سواء من ناحية الأعمال أو الخبرات لأن أغلب منسوبيها يحتاجون من يعطيهم الخبرة والممارسة ليستطيع تقديم الخدمة المطلوبة، ربما يقول البعض ما هي البدائل؟ البدائل موجودة من خلال المتقاعدين الذين يمكن أن يفيدوا البلد بكافة التخصصات ولديهم الخبرات المطلوبة التي تحتاجها جميع الجهات الحكومية، ولديهم كذلك الممارسة الميدانية التي حققوها خلال سنوات عديدة تتجاوز خبرات الكثير من استشاريين تلك الشركات الوافدة.
- يمكن حصر خبرات المتقاعدين ( وهم بالمناسبة ليسوا من كبار السن أو العواجيز كما يظهر من أسم متقاعدين، الكثير منهم لم يتجاوز الخمسين عاماً ) عن طريق مؤسسة التقاعد أوبعض الجهات المتخصصة وتقديمها لأي جهة تطلب خبرات أواستشاريين في مجالات محددة بدلاً من الذهاب والتعاقد مع شركات خارجية لا تقدم شيئاً مفيداً للبلد خلاف أن تلك المبالغ ـ في أغلبها ـ تذهب للخارج بعكس لو كانت تلك العقود مع خبرات محلية بالتأكيد سيتم صرفها داخل البلد.
الجهات التي تريد تحقيق النجاح، لا تذهبوا بعيداً الخبرات بين أيديكم.
almarshad_1@