- في الحروب والنزاعات الكبيرة تكون التغطية الإعلامية في اختبار المهنية، وهو ما تفشل فيه وسائل إعلام دولية كبيرة في تغطيتها لهذه الأحداث، وتغطية التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليس استثناءاً.
- فالانحياز الغربي سياسياً وإعلامياً مع اليهود المغتصبين، ليس جديداً وليس مفاجئاً اليوم بل هوعنوان بارز في كثير من التغطيات الغربية للنزاعات والمعارك بين الفلسطينين واسرائيل، لكن الجديد اليوم هو حجم الوقاحة في التحيز والتجرد من المهنية كما فعلت صحيفة الديلي تليغراف مثلاً، حين أختارت أن تفرد تقريراً على نصف صفحتها الأولى لمعاتبة قناة BBC لأنها لا تستخدم وصف المقاتلين من غزة.
- وكتب الصحافي اليهودي داني كوهين، ما نصه في العنوان: «بي بي سي تخذل الجمهور في عدم تسمية حماس باسمهم الحقيقي: الإرهابيين»، قبل أن يطلب من القارىء أن يتخيل لو أن مدينة مثل بريستول أو لندن أو كارديف تعرضت لغزو من قبل رجال مسلحين، وأن هؤلاء الرجال اقتحموا المنازل وقتلوا الرجال والنساء والأطفال والرضع، مع اختطاف فتيات مراهقات من هذه المدن على أصوات الهتافات؟!
ثم ختم بأن شعب اسرائيل لم يتخيل هذا بل هو ما عاشه فعلا في الأيام القليلة الماضية.
- كوهين نسي أن يخلع عباءة يهوديته وهو يكتب تقريره الأقرب إلى مقال رأي يقطر عنصرية وحقداً، والديلي تليغراف وغيرها من كبريات وسائل الإعلام التي تدعي المهنية وقت السلام وتخلعها وقت الحرب، لم تكلف نفسها عناء كتابة السؤال بطريقة معاكسة طوال 73 عاماً مضت ظلت فيها الالة العسكرية الاسرائيلية المحتلة، تغتصب أرضاً وتحاصر شعبها وتقتل أطفالها وتسبي نسائها.. دون أن تسأل.
woahmed1@