قفزت أسعار النفط بنسبة 5% مع دخول الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وعددٍ من الفصائل الفلسطينية في أعقاب هجوم مفاجئ على الأراضي المحتلة من قبل عددٍ من الفصائل الفلسطينية، وجرى تداول خام برنت القياسي العالمي على ارتفاع بنسبة 4.53% عند 88.41 دولارا للبرميل أمس الاول الاثنين، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 4.69% إلى 88.67 دولارا للبرميل، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
إلى أي مدى يمكن أن يستمر ارتفاع أسعار النفط؟
بينما هناك ارتفاع في أسعار النفط الخام، يعتقد المحللون أن رد فعل السوق سيكون رد فعل غير محسوب، ومن المرجع ملامسة سعر البرميل لـ100 دولار إذا استمرت الاشتباكات لفترة أطول، لكن على الأرجح سيكون هذا الارتفاع مؤقتًا.
ارتفاع أسعار النفط قبل طوفان الأقصى
وذكر فيفيك دار مدير أبحاث السلع التعدينية والطاقة في بنك الكومنولث " خلافا لذلك، وكما أظهر التاريخ، فإن رد الفعل الإيجابي لأسعار النفط يميل إلى أن يكون مؤقتا ويمكن أن تتفوق عليه بسهولة قوى السوق الأخرى”. وأضاف أن الصراع لا يعرض أي مصدر رئيسي لإمدادات النفط للخطر بشكل مباشر.
وحتى قبل عملية طوفان الأقصى فإنه ومنذ أشهر وأسعار النفط في ارتفاع في السوق العالمي حيث لامست 100 دولار للبرميل في بعض المناطق بإفريقيا ثم قلت عن هذا الرقم، لكنها ستظل مرتفعة خلال الفترة المقبلة نظرا للتقلبات الاقتصادية والسياسية المستمرة.
كيف تتأثر أسواق النفط بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
لا يعتبر أي من الطرفين لاعباً رئيسياً في مجال النفط. وتمتلك دولة الإحتلال مصفاتين للنفط تبلغ طاقتهما الإجمالية نحو 300 ألف برميل يوميا. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن كيان الاحتلال يفتخر ”بعدم إنتاجه للنفط الخام والمكثفات”. وعلى نفس المنوال، فإن الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تنتج النفط كما تظهر بيانات تقييم الأثر البيئي.
تأثير الاشتباكات على اقتصاد الشرق الأوسط
ومع ذلك، فإن الصراع يقع على أعتاب منطقة رئيسية لإنتاج وتصدير النفط للمستهلكين العالميين. وقال دار:"إذا ربطت الدول الغربية رسمياً الاستخبارات الإيرانية بالهجوم ودعمه فإن إمدادات النفط الإيرانية وصادراتها ستواجه مخاطر سلبية وشيكة".
وكانت صادرات النفط القادمة من إيران محدودة منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات بهدف تقليص إيرادات طهران.
وقال بنك سيتي في مذكرة بحثية له عن أسواق النفط: "بتشجيع من الولايات المتحدة والمحادثات النووية السرية شهدت إيران نمو صادراتها النفطية وإنتاجها بنحو 600 ألف برميل يوميا إلى 3.2 مليون برميل من الإنتاج بين نهاية 2022 ومنتصف 2023".
من جانبه قال هينينج جلويستاين مدير الطاقة والمناخ والموارد في مجموعة "أوراسيا جروب" :"هناك أيضًا خطر تصاعد الصراع على المستوى الإقليمي فإذا انجرفت إيران إلى ذلك فقد تكون هناك أيضًا مشكلات في العرض على الرغم من أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".
توقعات أسعار النفط
قال جوش يونج، مدير تكنولوجيا المعلومات في شركة استثمار الطاقة "بايسون إنتريستس": "قد يكون هناك تأثير كبير جدًا على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الصادرات الإيرانية". ويتوقع قائلاً: ”أعتقد أنه قد يرتفع النفط أكثر بزيادة أخرى بحوالي 5 دولارات لخام غرب تكساس الوسيط".
تهديد 40 % من صادرات النفط العالمية
ومع مرور 40% من الصادرات العالمية عبر مضيق هرمز، يتوقع بوب ماكنالي رئيس مجموعة "رابيدان للطاقة" :"أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران بسهولة إلى ارتفاع أسعار النفط بمقدار 5 إلى 10 دولارات حيث يعتبر المضيق أهم ممر لعبور النفط في العالم، ويقع بين عمان وإيران"، وهو ما يقول بأن النفط قد يلامس المائة دولار للبرميل. كما توقع ماكنالي أن ترتفع أسعار النفط لأعلى من ذلك بكثير إذا كان هناك تورط لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة.
