يشعر كثير منا بالاكتئاب خلال هذه الأجواء مع تغير الفصول، لكن هل حقًا ما تعانيه هو مجرد اضطراب عاطفي موسمي أو أنك تعاني من حالة اكتئاب مرضية تحتاج للعلاج للتغلب عليه.
الاكتئاب هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعورًا متواصلًا بالحزن، وقد يكون مصحوبًا بالشعور بالذنب، ونقص تقدير الذات.
تقول وزارة الصحة السعودية إن الاكتئاب المرضي عادة ما يصاحبه مجموعة من الأعراض الجسدية مثل: التغير في الشهية، وغيرها.
وأضافت "يجب ألا تكون الأعراض ناتجة عن أي حالة مرضية جسدية، أو نفسية أخرى قد تكون مسؤولة عن تلك الأعراض".
وتابعت "الشعور بالحزن ليس كالاكتئاب، فالحزن أمر طبيعي، والاكتئاب حالة مرضية تستدعي رؤية الطبيب إذا استمرت الأعراض لأسبوعين على الأقل".
وعرفت الوزارة الاكتئاب بأنه اضطراب المزاج الذي يسبب شعورًا متواصلًا بالحزن، وفقدان المتعة، والاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز، وقد يكون مصحوبًا بالشعور بالذنب، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات.
ويؤثر المرض في المشاعر، والتفكير، والتصرفات؛ مما يسبب كثيرًا من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية. وقد يسبب الشعور باليأس من الحياة، والتفكير في الانتحار، وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة.
أنواع الاكتئاب
الاكتئاب الجزئي
ويعرف بالاكتئاب الخفيف وهو حالة من سوء المزاج تستمر لفترات طويلة، ولا تؤثر بشكل ملحوظ في أداء الشخص. وقد يمر المصاب بنوبات من الاكتئاب الشديد، والاكتئاب الخفيف. ولا يسمى بالاكتئاب الجزئي إلا إذا استمر لسنتين على الأقل.
الاكتئاب الموسمي
يتميز بحدوثه خلال موسم الشتاء؛ حيث تقل فيه أشعة الشمس، ويزول غالبًا بحلول فصل الربيع، ويكون مصحوبًا بالعزلة الاجتماعية، وكثرة النوم، وزيادة الوزن.
الاكتئاب الذهاني
يصاب الشخص باكتئاب شديد، بالإضافة إلى نوع آخر من الاضطرابات العقلية، مثل: الهلوسات، والأوهام، وغيرهما. وتكون أعراضه مرتبطة بأوهام كئيبة، مثل: هلوسات الفقر، والمرض، وغيرهما.
اكتئاب ما بعد الولادة
يُعد أشد خطورة من الكآبة النفاسية التي تصيب أغلب النساء لمدة أسبوعين بعد الولادة. والمرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة تواجه اكتئابًا شديدًا في أثناء فترة الحمل وبعد الولادة، ومن أعراضه: الحزن الشديد، والقلق، والإجهاد، مما يؤثر في أنشطتها اليومية، وعنايتها بنفسها وطفلها.
الاكتئاب ثنائي القطب
يختلف اضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب، ولكن يتم ذكره ضمن أنواع الاكتئاب؛ لأن المصاب بثنائي القطب يواجه نوبات من الاكتئاب الشديد تتناوب مع نوبات ابتهاج عالية.
الأسباب وعوامل الخطورة
- التاريخ العائلي.
- نوع الشخصية، كأن يكون الشخص كثير القلق، أو يعاني قلة الثقة بالنفس، أو يكثر من لوم ذاته، وغير ذلك.
- الإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل السرطان.
- الإدمان على المخدرات، والكحول.
- صعوبات الحياة مثل: ضغوط العمل، والوحدة لفترة طويلة، والتعرض للعنف، وغيرها، قد تسبب الاكتئاب.
الأعراض
أعراض نفسية
- الحزن المستمر.
- ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالدونية.
- الشعور باليأس، والإحساس بالذنب.
- الشعور بالقلق، والتوتر.
- نقص، أو انعدام الرغبة، أو المتعة بالنشاطات التي كانت تثير الرغبة والمتعة.
- صعوبات في التركيز، أو اتخاذ القرارات.
- التفكير بالموت، أو الانتحار.
أعراض جسدية
- صعوبة النوم ليلًا، مع الاستيقاظ باكرًا، أو النوم الزائد.
- الشعور بالخمول، وانعدام النشاط.
- انخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن.
- الصداع، وآلام العضلات بلا سبب واضح.
- التحدث، والتحرك ببطء.
- اضطراب الأمعاء (الإمساك).
- فقدان الرغبة الجنسية.
- تغيرات في الدورة الشهرية.
أعراض اجتماعية
- الميل للانعزالية.
- عدم الاهتمام بالواجبات بالعمل، أو المدرسة.
- الابتعاد عن الأهل، والأصدقاء المقربين.
- تعاطي المهدئات، والكحول.
العلاج النفسي ووسائل أخرى
ثبت فعالية معظم أنواع العلاج النفسي في علاج الاكتئاب، ويشمل: العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج بحل المشكلات، وغيرهما. وقد يكون العلاج النفسي هو الأفضل، على الأقل كبداية في الحالات البسيطة من المرض.
العلاج المشترك: يشمل العلاج النفسي، والدوائي معًا، وهو الأفضل في معظم الحالات، وهو ما أثبتته التجارب الطبية.
إرشادات للتعامل مع الاكتئاب
- الحرص على ممارسة النشاط البدني.
- تزجية الوقت بين الأهل والأصدقاء، وطلب المساعدة منهم، وتجنب العزلة.
- القراءة والتعلم أكثر عن الاكتئاب.
- التدوين والكتابة يساعدان على تفريغ المشاعر، والشعور بالتحسن.
- تعلم تقنيات الاسترخاء، والتعامل مع الضغوط، مثل: التأمل، واسترخاء العضلات، واليوجا.
- تبسيط المهام اليومية، ووضع أهداف قابلة للتحقيق؛ لتجنب الإصابة بالإحباط.
- تنظيم الوقت، وإعداد قائمة للإنجازات اليومية ومواعيدها.
- تجنب اتخاذ القرارات المهمة عند الشعور بالاكتئاب.