@MohammedAlHerz3
- في ظل القصف الإسرائيلي الهمجي على غزة، الذي لا يميز بين أهداف عسكرية أو مدينية، بل يتقصد في قصف مباشر على المدنيين، وهو في هذا السلوك الوحشي لا يشكل صدمة أواستثناء أوشيئا غريبا عليه، لقد كان ديدنه هذا السلوك منذ 48 وليست غزة ذلك السجن الكبير سوى نموذج مصغر للإجرام الصهيوني على امتداد تاريخه الذي مارسه ضد الفلسطينيين.
- في ظل هذا القصف الذي تسانده كل القوى الغربية وصمت الشرعية الدولية في تبرير غير أخلاقي ولا يبرره عند هؤلاء القوى سوى قول وزير الأمن الإسرائيلي ( أنهم حيوانات بشرية ) وحتى أدنى من ذلك عندهم، في عنصرية غربية مقيتة، ظننا أنها اختفت منذ القرون الوسطى، ولكنها تطل برأسها كلما تباكى العدو الصهيوني على قتيل من هنا وقتيل من هناك .
- وفي ظل تكتم إعلامي غربي لمستوى الإجرام والانحطاط الصهيوني الذي يخفي قصدا تفجير وقصف المنازل والمباني السكنية التي تقع فوق رؤوس ساكنيها من أطفال وشيوخ ونساء ورجال عزّل . في حين ( النتن ياهو) يتباهى بهذا القصف في حسابه في السوشل ميديا .
- في ظل هكذا وضع لا مجال في الحديث عن التداعيات السياسية والتحليل الموضوعي العقلاني الذي من المحتمل سوف تشهده المنطقة بعد حدث 7 أكتوبر الذي زلزل الكيان الصهيوني وأفقده ثقته بنفسه، حيث لأول مرة منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي يتم اختراق الأراضي المحتلة وقتل العديد من الجنود وبعض المدنيين، وهذا مؤشر على تطور قدرات المقاومة وتطور إمكانياتها القتالية والتكتيكية والآلية وإن كانت أمام وحش كاسر يملك أسلحة متطورة ودعم لا محدود من أكبر دولة في العالم.
- أعرف تماما أن هناك انقساما حاداً حول القضية الفلسطينية سواء بين الدول والحكومات العربية أو مستوى الشارع العربي، لكن مهما كانت الانقسامات ومهما كانت القضية موضع استثمار سياسي استطاع الإيرانيون من خلاله التدخل في شؤون الوطن العربي وزعزعة أمنه الا أن الجانب الأخلاقي والإنساني والحقوقي للشعب الفلسطيني لا يمكن التغاضي عنه لأجل الحسابات والمصالح السياسية.
- لقد حققت المقاومة اختراقا أسقطت من خلاله أساطير حول القبة الحديدية وحول الجيش الذي لا يقهر، وهذا الذي تحقق أسطورة في حد ذاتها .
وأنا هنا أركز على الإعلاء من شأن هذا الاختراق كي يتحول إلى أسطورة عند المتلقي العربي والإسلامي ، وبالتالي إلى وقود وحافز على مستوى الخطابات التي تدار من خلالها حربا ضد تفريغ القضية الفلسطينية من عدالتها .
- فمثلا يتم الآن مقارنة ما جرى من اختراق للحاجز الأمني من غزة رقم التحصينات من جدار عازل وتقنيات تجسسية ورادارات بزلزال يشبه زلزال الحادي عشر من سبتمبر.. وكأن ثمة تماثل بين الحدثين، في تحريف متعمد للحقائق، وكأن المقاومة " اعتدت " على أراضي ليست أراضي أبائها وأجدادها، وأنها ليست أراضي محتلة من عدو غاصب محتل، وأنها أيضا اعتدت على أناس آمنين حتى يقال أنهم إرهابيون.
- هذه الحرب على مستوى الخطاب لا يمكن إغفال أهميتها لأن أكبر خسارة للصهيونية هو ضرب دعايتها في مقتل، وتعرية نظامها العنصري أمام العالم ، وكما تعلمون الغرب العنصري ليس العالم كله.
- أخيرا، فالمنطقة مقبلة على تحولات خطيرة مفتوحة على كل الاحتمالات ما عدا السلام المنشود والمأمول وأقرب ما يكون إلى الحرب منها للسلام فينبغي الحيطة والحذر.