تعد جبال الشفا في الطائف عامل جذب أساسي للسياح والزائرين ومحبي المغامرات في الطبيعة، إذ تضم سلسلة من الجبال الطبيعية الصخرية ذات الجيولوجيا المتنوعة، لتشكل عنصرًا سياحيًا بارزًا لمحبي صعود القمم والمغامرة، واستكشاف الطبيعة وخباياها من زوايا مختلفة.
خاصة أن الجبال تشكل نسبة عالية من مساحة الطائف، وتمتد على مسافات عديدة من الكيلومترات من الهدا غربا إلى الجنوب، وتكتسي الجبال وطرقاتها باللون الأخضر، وتلف السحب البيضاء هضابها لتشكل مناظر خلابة، تكمن فيها أبرز المشاهد للسحب التي تعانق الجبل.
مشاهد من قمم الجبال
وتوفر جبال مركز الشفا زوايا ورؤية مختلفة التي توفرها قمم جبالها، وتزدان أوديتها بالبساط الأخضر اليانع وسط رذاذ فصل الخريف الذي تشهده المحافظة في مثل هذا الوقت من كل عام، إذ تتفجر العيون من على رؤوس الجبال وتنساب منها مياه الشلالات في جداول مشكلة لوحة بديعة، إضافة إلى تدفق العيون المائية.
وتتغطى سماء المحافظة طوال اليوم، بغيوم الخريف التي تنهال بلا انقطاع مع تواصل هبوب الرياح الموسمية العليلة، إذ تعتدل درجات الحرارة بعد أن حجبت الغيوم الشمس وحجبت أشعتها وحرارتها عن الأرض.
وعندما تحين ساعات المساء، تعانق الغيوم قمم الجبال، لتشكل لوحة تجذب الزوار والمستمتعين بالأجواء الخريفية.
السياحة الجبلية
وتشكل السياحة الجبلية في قلب جبال الشفا تنوعًا كبيرًا في الحياة البرية والفطرية وأنواع الأشجار والنباتات العطرية والصخور، وأشكال الأودية المتأنقة، والممرات، والكهوف، ودرجات الانحدار والتداخل مع السحاب، ما يمنحها جاذبية خاصة لعشاق المغامرات، والباحثين عن استراحة فوق القمم التي تحتضن بعضها المنتجعات وأماكن الترفيه والبنية التحتية الراقية.
متحف طبيعي
وتعد جبال الشفا متحفا طبيعيا، لما تحتويه من أنواع مختلفة من المكونات الجيولوجية، وتكثر فيها العيون والأفلاج، لتبدو المدرجات الخضراء على سفوح جبالها أشبه بلوحة بديعة، وسط الصدوع الجبلية والمناظر التي تحبس الأنفاس، بإطلالاتها البانورامية على الحدائق وبساتين الفاكهة الطائفية.
وتضم كنوزًا طبيعية أخاذة، وقممًا شاهقة أعلاها قمة جبل دكا، حيث تُعد الصعود إلى قمة الجبل تجربة لا تُنسى على طريق عصري متعرج.