- التشابه الكبير بين الكلمتين التعليم والتعلم، وقد يظن أن لا خلاف بين معنييهما مع أن الحقيقة غير ذلك، فالتعليم عملية يتم خلالها نقل المعلومات والمهارات من ذهن المعلم إلى ذهن الطالب، أما التعلم فهو سلوك يقوم به الإنسان لاكتساب الخبرات وليس نقلاً كما هو الحال في التعليم وبذلك فإن هناك فروقاً بين التعليم والتعلم أهمها أن التعليم يحتوي على كل ما يتعلق بالعملية التعليمية حيث يوجد المعلم الذي لديه المعلومات والمتعلم الذي يتلقي باعتبار التعليم عملية تفاعلية بين الطرفين، أما التعلم فيتطلب وجود المتعلم فقط وهو الذي يقوم باكتساب التعلم حتى في حالة عدم وجود المعلم وكذلك فإن عملية التعليم مرتبطة بزمن قد يمتد إلى سنوات تتمثل في المراحل التعليمية المختلفة لكن التعلم في المقابل لا يقتصر على مرحلة زمنية معينة ولا على عمر معين. - كما أن التعلم لا يتم التخطيط له إنما تدفع المرء إلى التعلم الظروف التي يمر بها، ولذلك نجد أن ما يكتسبه الفرد خلال الممارسة من معارف ومهارات وخبرات هو أكثر بكثير بينما التعليم عملية يخطط لها مسبقاً بما في ذلك توفير التمويل الذي يمكن من الدراسة في مدرسة معينة، فالتعلم تغيير في سلوك الفرد والخبرات التي يمتلكها نتيجة للظروف التي يمر بها والخبرات التي يكتسبها وبذلك يختلف عن مفهوم التدريس أيضاً الذي هو أيضاً عملية يتم التخطيط لها مسبقاً خلال وقت معين ويقوم به المعلم بهدف مساعدة الطالب على الفهم والتعلم.
- إذا كان الهدف الأساسي من عملية التعليم هو نقل المعرفة فإن التعلم يهدف إلى فهم المعلومات التي تتعلق بالحياة لذا نجد المعلم هنا يقوم بشرح المعلومات بينما يسعى المتعلم للحصول على معلومات جديدة، أما التغير في سلوك المتعلم فهو في التعلم أكثر أثراً وعمقاً منه في التعليم لأن شخصية الفرد عندما تمارس عملية التعلم تصبح أكثر نضجاً وأكثر اعتماداً على الذات وقدرة على الحصول على المعلومات من مصادرها كما أن ما يمكن الحصول عليه خلال التعلم يظل أكثر أثراً في حياة المتعلم ويتيح له الانطلاق بلا حدود تفرضها عملية التعليم التي لا تتعدى ما خطط لها أصلاً وتكون المخرجات هنا أكثر وضوحاً في سلوك المتعلمين.
- ولذلك نجد أن استراتيجيات التعلم الحديثة التي تتجه إليها الأنظمة التعليمية في طبيعتها تعنى بزيادة دور المتعلم، كما يلاحظ الاهتمام المتزايد في تمكين الطلاب والطالبات من مهارات التفكير العليا والتفكير الإبداعي والعناية بتطوير المناهج الدراسية في كافة المراحل بحيث يكتسب الطلاب هذه المهارات و أولها التعلم الذاتي، مصداقاً للعبارة المعروفة التي تختصر ذلك القول: علمني كيف أتعلم؟؟.
Fahad_otaish@