@DrAL_Dossary18
- منذ نصف قرن وأكثر وحتى يومنا هذا أجريت ألاف الأبحاث في القيادة لمعرفة مفاهيمها المتعددة، وأهميتها، أنواعها، أنماطها والسمات الشخصية، وبالرغم من ذلك لم يتم الاتفاق على المعنى الموحد لها.. ومن وجهة نظري المتواضعة نحن لسنا بحاجة للاتفاق على تعريف محدد، بل بحاجة إلى أن نعرف ماهية تلك التعريفات وتوظيفها لمصلحة المنظمة.
- فمثلا وارن بينس عرف القيادة على أنها هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس. ويقول جون ماكس ويل بأن القيادة هي التأثير، فالقائد هو الشخص الذي يعرفويظهر الطريق و يمشي فيه ويدل الاخرين عليه، كما أن ريشادر و أنجل عرفوا القيادة بأنها إعلان الرؤية، تجسيد القيم، وتهيئة البيئة لتحقيق الإنجاز، ويسعى القائد إلى إلهام الناس والتأثير بهم من خلال رؤيته ومهاراته الشخصيه، والقائد المُلهِم تحديدا هو القادر على استخدام رؤيته في تحفيز الأفراد لتحقيق الأهداف التنظيمية، بل هو من يدرك قدراتهم المميزة، ولم تعد كلمة قائد تقتصر على ذلك الشخص الذي يعتلي رأس الهرم الوظيفي فقط، بل يمكن أن يكون موظف لا يمتلك أي منصب اداري لكنه يمتلك السمات القيادية فلديه رؤية، مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار، التفكير الاستراتيجي ، مبادر، ملهم، مستمع جيد و يمتلك مهارات التواصل الفعال، كما أنه يمتلك القدرة على التأثير في من حوله من خلال شخصيته بدلاً من استغلال سلطتة الوظيفية .
- والسوال الذي يتبادر للأذهان، وهو ما قُتل بحثاً هو «هل يمكن لأي شخص أن يكون قائد أو هل هناك مهارات لابد من تعلمها واكتسابها؟ في الواقع يوجد تباين في الدراسات عن إمكانية تعلم القيادة، أو كونها فطرة موروثة، لكن أبرز النتائج بأن 96% من الأشخاص لديهم قابلية لتعلم القيادة والتدرب عليها وليس بالضرورة أن تكون سمات القيادة واضحة وجلية على ذلك الشخص.
ومن الجدير بالذكر بأنه يتم الخلط بين مفهوم القيادة والإدارة، لكن لابد هنا من التوضيح بأن هناك اختلاف بين المصطلحين إذ تتمحور الإدارة حول كيفية التعامل مع التعقيدات وإنجاز المهام في الوقت الحاضر، بينما تسعى القيادة لتحفيز الأفراد لتحقيق أهداف المنظومة المستقبلية، للتماشي والتكيف مع التغيرات التي أصبحت جزء لا يتجزأ من أي منظومة، ولا بد من التوضيح بأن ليس كل مدير قائد، ولكن قد تجتمع وتتجسد القيادة والإدارة في شخص واحد.
- القيادة الفاعلة تعد من أهم مقومات نجاح المنظمة، حيث يتم تسخير جميع الموارد لتحقيق الأهداف وبالتالي الوصول الى التميز المؤسسي، وعلى عكس ذلك عدم وجود القيادة الكفء تكبد المنظومة العديد من الخسائر، فالكثير منا قد يقرر أن يترك عمله بسبب مديره، وعدم شعوره بالأمان الوظيفي، واليأس والإحباط، هجرة الكوادر أو تقاعسها أمر غاية في الأهمية لابد أن يقف عنده أي قائد يطمح للتطوير وذلك لما قد يؤثر سلبا على المنظمة.
- وأود في هذا الموضع أن أهمس في اذن كل قائد بأن القيادة تكليف وليست تشريف، وليست مجرد ألقاب براقة تضئ لك الدرب وتختبئ خلفها لتخفي بها حقيقتك، لأن ذلك البنيان الوهمي سيتهاوى وتظهر الحقيقة المزيفة لا محالة، القائد الحقيقي لا يحتاج أن يذكر فريقه بكل لحظة بمنصبه ومسماه المهني أو حتى درجته العلمية حتى يتبعه الاخرين، كلمة السر واللغز معا هي «القائد»، القائد هو مصدر الدافعية والتحفيز في أوساط الفريق فهو الذي يحث الأفراد على إستخراج الطاقات الكامنة لديهم وبذل أقصى ما في إمكانهم لمساعدة المنظمة لتحقق أهدافها.
قال ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عنْ رعيته»، فالاخلاق، العلم،السلوك والمهارات هي التي تصنع القائد وليس الكرسي.