DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مختصون: الرقية عبر التواصل الاجتماعي احتيال يستغل المرضى

مختصون: الرقية عبر التواصل الاجتماعي احتيال يستغل المرضى

انتشرت مؤخرًا ظاهرة الرقاة في منصات التواصل الاجتماعي، بهدف التكسب وتحقيق الشهرة بطرق غير شرعية. إلا أنهم يتفتقدون تحقق شروط ممارسة الرقية الشرعية والتي تلزم مباشرة الحالة المريضة بشكل مباشر، حسب ما وضحه المختصون لـ"اليوم". وشددوا على ضرورة عدم الانسياق وراء ذلك لما قد يلحق المريض العديد من الاضرار والتي قد تفاقم حالته، مطالبين بإنشاء جمعية متخصصة للرقية الشرعية وللرقاة، ويتم إصدار رخصة للرقاة لممارسة الرقية الشرعية بشروط محددة، حتى يتسنى للرقاة المرخص لهم فقط بممارسة المهنة دون غيرهم.

جمعية للرقاة

ذكر المستشار والباحث الشرعي، الدكتور زياد بن منصور القرشي، أن الأمراض والعين والمس والسحر بدأت منذ بداية الخلق، لأن الرسل عليهم الصلاة والسلام لما جاءوا أقوامهم {قالوا ساحرٌ أو مجنون}. إذًا فالسحر موجود منذ بداية الخلق وكذلك الرقية. وإذا احتاج الإنسان إلى

زياد بن منصور القرشي
راقٍ يقرأ عليه القرآن الكريم والأدعية الصحيحة فيجوز ذلك أن يرقيه مباشرة في المجلس وليس عن بعد عبر بثوث التيك توك، لأنها منصات ربحية ينتج عنها زيادة الدخل. ويستغلها كثير من المؤثرين لزيادة الربح المادي. مستغلين وبكل أسف حاجة المحتاجين والمرضى ومن انقطعت بهم السبل بحثًا عن بصيص أمل، دون أدنى ذرة إنسانية أو تقدير للرقية الشرعية والتي لا شك في نفعها.

والرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة النفث على المريض، وهذا لا يتوافر في الرقية عبر وسائل التواصل الحديثة، ومنعًا من التلاعب بالرقية واستغلال حاجة الناس، وجعلها مجالًا للتكسب وأخذ المال بالباطل وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت، ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- وأتباعهم في الرقية". مبينًا أن الحل لهذا الموضوع إنشاء جمعية متخصصة للرقية الشرعية وللرقاة ويتم إصدار رخصة للرقاة لممارسة الرقية الشرعية بشروط محددة، حتى يبقى الرقاة المرخص لهم في الساحة ويخرج غير المرخص لهم.

استغلال للحاجة

من جهته بين أخصائي علم النفس، محمد الغامدي: "إن كثير من الأشخاص حول العالم "يتعالمون" أي يدعون العلم. وهي منطقة بين العلم والجهل خطيرة، يصبح فيها الشخص واهم بأنه على حق ويلبس هذه الظلالة ثوب الدين، حتى يقتنع به الآخرين. ثم يبدأ باصطياد فرائسه من البشر المحتاجين، مستغلين حاجة المريض إلى القشة التي تقييهم من الغرق في القلق والمخاوف والاكتئاب والضغوط، وهذا حالهم يبيعون الوهم والكذب والدجل باسم الرقية الشرعية في تطبيق

محمد الغامدي
(التيك توك)، بل إن هؤلاء في نظر القانون محتالون وتجب عليهم العقوبة. كما أنهم مشوهون لصورة الدين الذي تسعى دولتنا -أعزها الله- في رؤيتها 2030 للحفاظ عليه وعلى قيمنا وعاداتنا وثقافتنا التي نجوب بها العالم".

وتابع: "ناهيك عن أن هيئة كبار العلماء قد أصدرت فتواها بأن هؤلاء الرقاة في مواقع التواصل دجالون". وطالب بضرورة اتخاذ العقوبات الرادعة لهذه التجاوزات التي تُضر بفئة أصابها الضعف من قلق ووسواس واكتئاب وذهان، عجزت عن الوصول إلى طبيب، ووجدت من يوهمها بالجن والسحر وتأويل الأحلام، والرؤى ليزرع وهمه وسرابه في نفوس أصابها الوهن، متسائلًا أليس لهذه الفئة من نصير؟

إجراءات قانونية

وأوضح المحامي والمستشار القانوني بندر محمد حسين العمودي: "أن أهم أسباب طلب الرقية الشرعية الوساوس والحسد والمشاكل الزوجية ومس الجن أو السحر أو العين وخلافها، والرُّقيَةُ جائزة باتفاق المذاهِبِ الأربعة. وشروط الرقية: ألا تتضمن شركًا، وأن تكون بكلام الله، أو بما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون مفهومة، و ألا يُعتقد أنها مؤثرة بذاتها، إذ الـمُسبّب هو الله تعالى". ووضح أن للرقاة تأثير قد يكون سلبي حال كانت الرقية خارج الضوابط الشرعية من القرآن والسنة. والتعامل مع ذلك بنشر التوعية وتعتبر الرقية غير الشرعية والتكسب منها من الناحية القانونية، نصب واحتيال تتطلب تحريك إجراءات قانونية.

نصب واحتيال

قال الكاتب والمستشار النفسي والسلوكي عبده الأسمري: "يسعى العديد من الرقاة إلى الاتجاه نحو وسائل التواصل الاجتماعي من باب الاشتهار وتسويق أنفسهم، نظرًا لتهافت الكثير على برامج التقنية، وأيضًا سرعة الوصول إلى المرضى لأن العديد منهم يتجه إلى تلك

عبده الأسمري
الوسائل بحثًا عن الرقاة الشرعيين، سواء كانوا من المتمكنين شرعيًا أو الباحثين عن المال، وقد يكون البعض ممن يروج لنفسه من "النصابين" أو "المحتالين"، نظرًا لأن تلك الوسائل ساحة مفتوحة تجمع الكثير تحت مظلة الإعلان والتسويق، الذي لا يرتبط بجهة كونها حسابات شخصية، وقد تكون بعضها منتحلة أو غير واقعية".

ووضح أن العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر في هذا السلوك هو وجود دوافع داخلية ترتكز على نوعية الإعلان والهدف منه ومدى ارتباط الرقية، وعما إذا اعتمدت على الذاتية أو الموضوعية مع دراسة شخصية الراقي وتاريخه وخبرته، ومعرفة هدفه الذي قد يشمل عدة اتجاهات: إما للشهرة أو جني المال أو تقديم المنفعة. مع ضرورة دراسة المحتوى المقدم.

لذا فإن دراسة شخصية الراقي واتجاهاته ونوعية إعلانه وطريقة الحديث والإعلان والحديث عن الذات والتركيز على الأنا، تكشف عن الجانب الخفي وتظهر السمات الذاتية للراقي. لذا يجب أن تكون هنالك ثقافة مجتمعية تفرق بين الصواب والخطأ في هذا الجانب. وأكمل: "وأرى أن يكون مجهر الرقابة بالمرصاد لمثل هؤلاء المتخذين الرقية الشرعية جسرًا لجني المال، مع ضرورة مراقبة منهجية الرقيةً الشرعية وفق أصولها وفصولها حتى وإن كانت مجانية، لأهمية الاعتماد على المنهجية الشرعية في ومنع الاجتهادات الشخصية في هذا الجانب.